رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 4 ديسمبر 2024 8:59 م توقيت القاهرة

من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين القائل في كتابه الكريم " إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " والقائل سبحانه وتعالي " والله لا يستحي من الحق " وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل " ما كان الحياء في شيء إلا زانه ولا كان الفحش في شيء إلا شانه " صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلي المدينة مهاجرا وإستفر هناك قد أذن الله له بقتال أعدائه الذين كانوا يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون فأظهره الله عليهم وأيده بنصره وبالمؤمنين ولما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة على المؤمنين اختاره الله لجواره واللحاق بالرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. 

فابتدأ به المرض في آخر شهر صفر وأول شهر ربيع الأول فخرج صلى الله عليه وسلم إلى الناس عاصبا رأسه فصعد المنبر فتشهد وكان أول ما تكلم به بعد ذلك أن استغفر للشهداء الذين قتلوا في أحد ثم قال "إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله" ففهمها أبو بكر رضي الله عنه فبكى وقال بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "على رسلك يا أبا بكر ثم قال إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس" ولما كان يوم الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة إختاره الله تعالى لجواره. 

فلما نزل به جعل يدخل يده في ماء عنده ويمسح به وجهه ويقول " لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم شخص بصره نحو السماء وقال "اللهم في الرفيق الأعلى فتوفي يوم الاثنين فإضطرب الناس عند ذلك وحق لهم أن يضطربوا حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أما بعد فإن من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات  أو قتل إنقلبتم علي أعقابكم " وقرأ قول الله تعالي " إنك ميت وإنهم ميتون " فإشتد بكاء الناس وعرفوا أنه قد مات فغسل النبي صلى الله عليه وسلم في ثيابه تكريما له ثم كفن وصلى الناس عليه أرسالا بدون إمام ثم دفن ليلة الأربعاء صلوات الله وسلامه عليه، فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، فهي أربح المكاسب.

وأجزل المواهب، وأسمى المناقب، وبها تنال أعلى المراتب، وتتحقق أعظم المطالب، فما أسرع مرور الليالي والأيام، وتصرم الشهور والأعوام لكن الموفق الملهم من أخذ من ذلك دروسا وعبرا، وإستفاد منه مدكرا ومزدجرا وتزود من الممر للمقر، فإلى الله سبحانه المرجع والمستقر، والكيس المسدد من حاذر الغفلة عن الدار الآخرة حتى لا يعيش في غمرة، ويؤخذ على غرة، فيكون بعد ذلك عظة وعبرة، والله نسأل أن يجعل من هذا العام نصرة للإسلام والمسلمين، وصلاحا لأحوالهم في كل مكان، وأن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير والنصر والتمكين، إنه جواد كريم، ألا وصلوا وسلموا على الهادي البشير، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.