بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد حثنا الإسلام علي تربية الأبناء تربية حسنة حتي تفيد المجتمع بأكمله، وأما عن مرحله إختيار الطفل لتخصصه ومستقبله العملي فتكون من خلال تنمية المهارات والهوايات وهذا بعد سن الرابعة عشر إلي الخامسة عشر سنة، فيجب أن نساعده على إختيار تخصص يتناسب مع طبيعة شخصيته، لكن ليس من الضرورة أن تكون مهنة للعمل به.
فمثلا الشخصية الإجتماعية ذات العلاقات العامة لا يمكن أن يعمل في مهنة تتطلب الإنفرادية مثل العمل كصائغ برامج في الكمبيوتر، وإن هناك نقطه هامه يخطأ في فهمها كثير من الأهل وهو أن الطفل ذو الذكاء العالي يجب أن يكون من ذوي الدرجات العاليه في الدراسه ونقول أنه فكر خاطئ، والصحيح أنه هناك علاقة بين الذكاء العقلي والتحصيل الدراسي لكنهما لا يصنعان من الشخص إنسانا ناجحا، لذا فإن الذكاء العاطفي يصنع منك القائد والزعيم، وهذا يتماشى مع النظرة الإسلامية حيث يقول الله تعالي " إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" وفي الحديث الشريف أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله" وهذا هو الذكاء العاطفي الوجداني، وهو أقوى من الذكاء العقلي.
وإن كثيرا من عباقرة البشرية كانت لهم عقبات في التعلم مثل آينشتاين ودافنشي وإديسون وروزفلت، قد طردوا من المدرسة وقيل عنهم أغبياء، لكنهم كانوا أذكياء وعباقرة، ودرجة ذكائهم تجاوزت مائة وأربعون درجة، وهناك نوع من الصعوبات التي تواجه بعضا من هؤلاء مثل العسر القرائي ومعدل المصابين به من أربعة إلي عشرة في المائة، وكما أن القراءة مهمة جدا، وعلى الآباء أن يجهزوا غرفة تكون مكتبة للقراءة وبجو مناسب يساعد الطفل على القراءة والتفكير، وأما عن دور المدرسة فهي أحد المبرمجين الأساسيين للطفل وتعطيه معلومات عن الحياة وتشكل جزءا من شخصية الطفل، وعلينا متابعة أبنائنا في المدرسة من خلال سؤال المدرسة ومراجعتها ومراجعة الأخصائي الإجتماعي وحضور مجالس الآباء.
لكن يجب علينا أولا أن نحصن أبناءنا عن طريق المعتقدات والمبادئ، ولا نقدمهم للمدرسة كالوعاء الفارغ، وعلى كل منا أن يتحمل مسؤوليته تجاه أبنائه، ومن الأهل من يتخذ مع أولاده اسلوب العقاب البدني، ولكن هناك ألف طريقة وطريقة بديلة عن الضرب والعقاب البدني، وهناك أكثر من خمسين أسلوبا للمحاسبة والمعالجة، ولكن لا ينبغي التعامل مع الأبناء بمبدأ العقاب بل بمبدأ المحبة والإقناع والتحاور الهادئ العقلاني، إلا في حالات ضيقة جدا وبعد إستنفاد على الأقل مائة وسيلة وخطة، لكن ينبغي أولا أن تجعل ابنك يؤمن بالقيم، وأدربه على السلوك لفترة تتجاوز الثلاث سنوات، فإذا لم ينجح ذلك معه شيء ربما يكون العقاب البدني أو الضرب غير المبرح حلا، ولكن اعلم أن الضرب هو أسلوب العاجز والنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لم يضرب قط إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى.
إضافة تعليق جديد