إلام هجرتَ القلبَ، وهو مُتيَّمُ؟
أما كنتَ تدري أنَّ شوقي مؤلمُ؟
ملكتَ فؤادي ثمَّ خلَّفتَ لوعةً
تراودُني ليلًا، ودمعي مُسجمُ
أما كنتَ تدري أنَّ حبَّك موطني،
وأنَّك لقلب روحي ظلالٌ مخيِّمُ؟
فكيف تباعدني، وتدري بأنني
أذوبُ إذا ما غبتَ، قلبي مُتيَّمُ؟
زرعتُكَ في نبضي حروفَ قصائدي،
وصرتَ مدى أيّامي الحُلوَ المُنعمُ
وكيفَ لقلبي أنْ يُغادرَ ظلَّهُ؟
وفيكَ استوى نبضي، وعَطريَ مُفعمُ
أأحيا على الأشواقِ وحدي معذَّبًا؟
أما آنَ أنْ يُجلى المُنى، فتَنَعَّمُ؟
تعالَ، فإنَّ الدهرَ يسلبُ فرحتي،
وأنتَ لروحي المُشتهى والمُتمِّمُ!
لِمَ هجرتَني والليلُ يشهَدُ أنّني
ما زلتُ أُشعلُ في دُجَاهُ مَشاعِري؟
وسَكَبتُ من عَطَفي عليكَ مَحَبَّةً
كالمُزنِ تُهدي للظِّماءِ مَطَائِرِي؟
لِمَ هجرتَني؟ والقلبُ بعدَكَ موحِشٌ
والرُّوحُ ضَائِعَةٌ بليلِ مَقَادِرِي
قد كُنتَ في شَطِّ الحياةِ مَرافِئي
واليومَ أُبحِرتُ المُعنَّى في الذُّرَى
أوَما سَمِعتَ ضَجيجَ شَوقيَ كلّما
نَادى الرّبيعُ، وضَاعَ عِطرُ الأزْمِنَة؟
أوَما رَأيتَ الغَيمَ يبكِي، إذْ جَفَتْ
عينَايَ حينَ أتى الرّحِيلُ بلا عَنَا؟
لِمَ هجرتَني؟ قُل لي بحقِّ مودَّتي
هل كنتَ تَجهَلُ أنَّ قَلبِيَ مَوْطِنُكْ؟
أم أنَّ هذا الحُبَّ كانَ وهم كِذِبَةً؟
والعُمرُ قد مَرَّ اشتِهَاءً فُتاتكٍ!
قلم الأديب د أحمد أمين عثمان
إضافة تعليق جديد