رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 25 فبراير 2025 8:00 م توقيت القاهرة

لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، نبينا محمد بن عبد الله خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد يا أيها المسلمون إن الطامة الكبرى والمصيبة العظمى أن تتوالى الفتن على القلوب ويزيل خطر المعاصي في النفوس فيواقع الناس حدود الله وينتهكون أوامر الله ويصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة مادامت السموات والأرض والآخر أسود مربادّا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " رواه مسلم.

فيا أيها المسلمون إن إيذاء المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو الإعتداء عليهم أو الطعن فيهم أو تضخيم أخطاءهم وبث الإشاعات الكاذبة عنهم جرم عظيم وذنب كبير تصيب المرء مغبته ومعرّته ولو بعد حين، فيقول جل وعلا " إن الذي يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " رواه البخاري، فإحذروا من الإنخداع بمقالات الجاهلين أو الانسياق وراء أكاذيب الحاقدين ومايدور على ألسنة المغرضين فيقول جل وعلا " يا أيها الذين آمنوا لاتكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "

فأيها المسلمون لم يفتأ أعداء الدين من اليهود والنصارى والملحدين ومن سار في ركابهم من فسّاق الملة المستغربين يشنون على أمة الإسلام حملات متلاحقة عبر وسائل ورسائل لا يخفى مستواها ولا يجهل فحواها ومحتواها غرضها زعزعة عقيدة الأمة وتدمير أخلاقيتها وطمس هويتها وتغييبها عن رسالتها، فبماذا واجه المسلمون تلك الحملات ؟ هل أوصدوا دونها الأبواب ؟ وهل جاهدوها حق الجهاد ؟ وهل قاموا بالضمانات الكافية من عدم انتشار الشر والفساد ؟ ولقد فتح كثير من المسلمين بسبب الغفلة عن دين الله وقلة التحفظ والتوقظ، فتحوا بلادهم ومتاجرهم وبيوتهم وقلوبهم لتلك التيارات الوافدة وأسلموا مجتمعاتهم للأمة الكافرة المعاندة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم.

قلنا يارسول الله اليهود والنصارى فقال صلى الله عليه وسلم فمن ؟ رواه البخاري، ويقول بعض أهل العلم إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولاضجيجهم في الموقف من الضنك وإنما انظر إلى مواطاتهم أعداء الشريعة، فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ياخير أمة أخرجت للناس أين الحمية التي تتأجج في صدوركم لدين الله وأين الغضب؟ وأين تمّعر الوجوه في إنتهاك حدود الله تعالي فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها " ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا إمرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل " رواه مسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.