رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 7 يناير 2025 7:06 ص توقيت القاهرة

قصد الرفق والتيسير

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 5 يناير 2025
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إنه ينبغي علي المسلمين جميعا الإقتداء بالنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في عبادته حتي يحصل الإنسان بالعمل القليل في الوقت القصير على الأجر الكبير، فيا خسارة الذين يستبدلون بأذكار النبي صلى الله عليه وسلم. 

بأذكارا إخترعوها أو إخترعها لهم سادتهم، فإنها في أحسن أحوالها جهد كبير وأجر قليلن ولذلك كان عدد من الصحابة رضي الله عنهم يقول إقتصاد في سنّة خير من إجتهاد في بدعة، أما إذا كانت تتضمن شركا أو شيئا حراما فإنها قد تكون من النوع الذي قال الله تعالى فيه " هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلي نارا حامية " وكما في قوله تعالى كما جاء في سورة الفرقان " وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " وإذن فالدين كله يسر، والتيسير مقصد من مقاصد هذا الدين، وصفة عامة للشريعة في أحكامها وعقائدها، وأخلاقها ومعاملاتها، وأصولها وفروعها، فربّنا سبحانه وتعالي بمنّه وكرمه لم يكلف عباده بالمشاق، ولم يردعنا كالناس، بل أنزل دينه على قصد الرفق والتيسير، شريعة الله حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل. 

فلله الحمد والمنّة، واعلموا يرحمكم الله أن من الصبر هو كظم الغيظ، والكظم عكسه الإنفاذ، فإن إعتدي على أحد وكان يستطيع الردّ على المعتدي بقوة، فكظم غيظه التزاما بأمره تعالى " والكاظمين الغيظ " فقد نال الخير الكثير وفاز بالجنة، وكظم الغيظ أنك لا تتعجل الإنتقام وهو من حقك ولا تهيج برغم ما في داخلك من غليان ومن ثورة الغضب وإنظروا نتيجة الحلم وكظم الغيظ " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " فإنه إكتساب الأصدقاء، وما يفعل هذا إلا عظماء الرجال، ويمدحهم الله تعالى في الحديث القدسي فيقول " من كظم غيظه من أجلي وهو قادر على إنفاذه كان حقا علي أن أملأ جوفه رضى يوم القيامة" وهؤلاء الرجال قليلون، وكما أن من الصبر هو العفو وهو الخطوة الثانية بعد الكظم، فلا محاسبة لأخذ الحق بل سماح وعفو، ماذا بعد كظم الغيظ ؟ 

" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" ولا ننسي قصة المملوك الذي صب خطأ على سيده ما في يده فأثار حفيظته وكاد يبطش به لولا أن تدارك العبد الأمر فأسرع يقول " والكاظمين الغيظ " فقال كظمت غيظي، فقال العبد " والعافين عن الناس " قال عفوت عنك، فقال " والله يحب المحسنين " فقال اذهب أنت حر لوجه الله تعالي، ولا يكون الوجيه وجيها في الدنيا إلا إذا كان صابرا حليما مبتسما لا يعجل العقوبة، عفيفا وقنوعا فإذا إجتمعت هذه الصفات في عبد كان في قمة الخلق، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا" 

وإن الرجل يكتسب بحسن خلقه يوم القيامة أكثر مما يكتسب الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر والمجاهد الذي لا يضعف، والميزان يوم القيامة ليس بكثرة صلاة ولا بكثرة صيام وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام يمدح الصديق أبا بكر "ما سبقكم أبو بكر بكثرة صيام ولا كثرة صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه" فقد جمع من صفات الخير الشيء الكثير فكان عند الله تعالى كريما.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.