رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 3 مارس 2025 9:06 م توقيت القاهرة

فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله برحمته اهتدى المُهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجّة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ثم أما بعد إنه ليس المقصود من الصيام الجوع والعطش المجردين من تأثيرهما على المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " والزور يشمل الكذب والجهل والسفه، وقد بين الله تعالى أن القصد من كل ما شرعه سواء في العقيدة أو الشريعة أن تصبح التقوى صفة لازمة للمسلم، ففي ست مواضع من القرآن يعقب الله تعالى على التشريع بقوله 

" لعلكم تتقون " وفي ست مواضع أخرى بلفظ " لعلهم يتقون " ولذلك جاء الأمر بالتقوى والوصاية بها لكل من أرسل الله تعالى لهم الرسل فقال تعالى " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " وكانت وصية الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه الأمر بالتقوى، فقال لأبي ذر "اتق الله حيثما كنت" وعن العرباض بن سارية قال " صلى بنا رسوله الله صلى الله عليه وسلم الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة " وقال أنس بن مالك رضي الله عنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أريد سفرا فزودني فقال " زودك الله التقوى" فأول ما بدأ به التقوى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا" وكان الأمر بالتقوى وصية الرسل لأقواهم فها هو ذا نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام كل منهم يقول لقومه " ألا تتقون " وكانت وصية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد ذلك، فها هو ذا أبو بكر رضي الله تعالى عنه خطب في المسلمين فقال "أوصيكم بتقوى الله" وها هو ذا عمر بن الخطاب يقول " أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله" ، " وكن نساء أهل المدينة إذا أردن أن يبنين بامرأة على زوجها، بدأن بعائشة فأدخلنها عليها، فتضع يدها على رأسها تدعو لها، وتأمرها بتقوى الله وحق الزوج" وها هو ذا عمر بن عبد العزيز يكتب لبعض عماله فيقول "أوصيك بتقوى الله" وقد جاء الأمر بالتقوى في كتاب الله تعالى في أكثر من ستين موضعا، كما وردت مادة التقوى. 

وما تفرع منها في أكثر من مائة وتسعين موضعا مما يدل على الأهمية الكبرى للتقوى في ميزان الإسلام، وقد تكلم أهل العلم عن حد التقوى فعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل، والإستعداد ليوم الرحيل، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال له "ما التقوى ؟ قال هل وجدت طريقا ذا شوك ؟ قال نعم قال فكيف صنعت ؟ قال إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه قال ذاك التقوى" وقال الإمام ابن القيم " وأصل التقوى معرفة ما يتقى ثم العمل به فالواجب على كل عبد أن يبذل جهده في معرفة ما يتقيه مما أمره الله به ونهاه عنه ثم يلتزم طاعة الله ورسوله وقال "وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيمانا وإحتسابا أمرا ونهيا، فيفعل ما أمر الله تعالي به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده. 

ويترك ما نهى الله عنه إيمانا بالنهى وخوفا من وعيده، كما قال طلق بن حبيب إذا وقعت الفتنة فاطفئوها بالتقوى قالوا، وما التقوى قال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.