رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 12 فبراير 2025 6:53 ص توقيت القاهرة

علي الدراجي مدير مكتب العراق يكتب: الفلوجة مدينة الارهاب وصناعة الموت

  كأن الحياة توقفت بلا حراك وتجمد الدم في العيون وانتفخت اوداج الكثيرين عند سماع خبر تحرير الفلوجة بعدما اضحت اخطر مدينة في العالم والتقت نوايا الفاسدين في الدفاع عنها وراكبو موجها اعلنوا الخلاص بصراحة ووقاحة من كل العراقيين. جمعوا كل ارهابيي الدنيا هناك وانطلقت شرارات الارهاب لتأكل كل شئ في طريقها. الفلوجة هي من اضرمت النيران في بغداد ومناطق اخرى وابكت الملايين من العراقيين واشعلت الفتنة ودمرت البنى التحتية والبشرية.

  سنتان ونصف والفلوجة تصدر الارهاب وتصنع ادوات الموت وتقيم معامل تفخيخ العجلات والصواريخ وتشتري المواد المساعدة وتاتي اليها الاموال من هذا البلد وذاك والحكومة العراقية عاجزة عن تحديد مصادر التمويل ولاتملك الشجاعة لتقول ان الدولة الفلانية تقف مع داعش واخرى تهيئ الارضية. اكتفت اعلامياً وبشكل خجول ان تطالب ذاك الصوت النشاز بالسكوت ليس الا !!

  حفنة من المجرمين يمتلكون مايسمى بالحصانة يصرون على الوقوف بجانب داعش ويدافعون عن الفلوجة بذريعة وجود ابرياء ومدنيين. بعد هذه الفترة الدموية من قتل وذبح وفتاوى تكفيرية وبين ساكت عن الظلم واخر محتشم اصبح لزاماً علينا ان نستمع لتقارير الابعد لانهم اكثر شجاعة على البوح وفضح اسرار داعش وعصاباته التي تعمل بأمان واريحية. بدأت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بنشر تقرير يقول أن مدينة الفلوجة تحولت خلال سنتين ونصف من سيطرة "داعش" عليها إلى عاصمة لصناعة سلاح التنظيم الكافر.

  وجمعت الصحيفة بيانات كثيرة ووصلوا الى نتيجة تقول ان التنظيم الإرهابي اقام في الفلوجة وحدها 14 مصنعا صغيرا للسلاح بعضها في المنازل وأخرى بالقرب من مساجد أو حتى داخل مستشفيات. وبينت وثيقة لـ"داعش" أنه في ديسمبر/كانون الأول عام 2015 اختبر التنظيم بنجاح صناعة 3 صواريخ "غراد" وصاروخي تحت اسم "فتح" وما بين آواخر فبراير/شباط وأوائل مارس/آذار 2016 أنتج المتطرفون 15 صاروخ "فتح"، كما تم صنع حوالي 2500 قذيفة صاروخية بين سبتمبر/أيلول 2015 ومايو/أيار 2016 أي بمعدل 10 قذائف في اليوم الواحد. وذكرت "لوفيغارو" في تقريرها نقلا عن منظمة أبحاث صراع التسلح الأمريكية، أن تركيا أضحت القاعدة الخلفية لصناعة سلاح داعش، فالشركة التي يشتري منها التنظيم عبر وسطاء ربما أسلاك التفجير وحتى الأسمدة والحاويات مقرها تركيا كما يشتري نترات الأمونيوم من شركة صينية عبر فرعها الموجود في تركيا لكن إنتاج التنظيم للسلاح لم يقتصر على الفلوجة بل امتد إلى تكريت والرمادي وجنوب بغداد وحتى عين العرب (كوباني) في سوريا. هذا ماقالته لو فيغارو الفرنسية بعد متابعة دقيقة وبحث وتقارير وماخفي كان اعظم !

  الان بدات اوربا تخرج من نطاق صمتها بعد ان ذاقت علقم الارهاب ومنها فرنسا التي بدأت تهئ نفسها لاي عمل ارهابي يتوقع حدوثه وهي لاتزال في مرمى داعش بعد ان كانوا متوهمين بانهم بعيدين عن نار التطرف. اجزاء من الفلوجة تحررت وكان الثمن مجازر الكرادة ومرقد السيد محمد في بلد وعمليات هنا وهناك ، ماذا سيحصل لو تحررت اجزاء واسعة من الموصل. هذا الامر نضعه امام الحكومة العراقية ، كيف ستواجه ردة فعل داعش عسكريا وامنيا بوجود الحواظن الارهابية في بغداد والمحافظات ؟

  كل جريمة من جرائم الفلوجة كفيلة بسحقها ودفنها ، لأننا نريد ثمن سبايكر والصدر والكاظمية والكرادة والشعب وكل شبر عزيز من ترابنا الطاهر.

  نريد ثمن الورود التي سرق عطرها وودعناها بألم وحسرة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.