رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 1 مارس 2025 8:03 م توقيت القاهرة

طوبى لإمرئ أحسن الصيام والقيام.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله جبله ربه على جميل الفعال وكريم الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد إن ركاب السابقين إلى الله تعالي في رمضان يحدوها هذا الأثر " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له " فلا تكن ممن أبى وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى، وإحذر أن تكون ممن جاعوا بالنهار، وما فهموا كيف صاموا، وشبعوا بالليل فناموا وما قاموا بل قلل وإختصر، لعلك تغلب هواك وتنتصر، فمواسم الخيرات مراتع للحسنات، فإذا هبّت رياح الطاعة، فإغتنمها كل ساعة، فأوقات رمضان سعادة، وطوبى لمن أحسن الإستفادة.
وادّخرها ليوم الوفادة، فإغنم منه اللحظات والدقائق، تتجلى لك المعاني والحقائق، واهتبل ساعاته تظفر بهباته، فما سعد من سعد إلا بذلك، وما شقي من شقي إلا بورود المهالك، فيا باغي الخير أقبل فهذا نسيم القبول هبّ، هذا سيل الخير صبّ، هذا الشيطان تبّ، هذا باب الجنة مفتوح لمن أحبّ، هذا أوان الجد لمن كان مجدا، هذا زمان التعبد لمن كان مستعدا، فطوبى لمن خاف الويل، فأوفى الكيل، وشمّر عن الذيل، وجدّ في التعبد في جنح الليل، بقلب مشرق، وشوق محرق، وأنين مقلق، وحنين محدق، وصعداء تخرق، فطوبى لامرئ أحسن الصيام والقيام، وحمى جوارحه عن موارد الآثام، وأمسك عن فضول الكلام، وسابق الدقائق واللحظات والليالي والأيام، فاغتنم الخيرات خير إغتنام، وليكن رمضان بشارة فجرك، وإشراقة صبحك، وعنوان توبتك، وبداية أوبتك.
ولتكن لهجة قلبك، ونغمة فؤادك، ولغة روحك، وحداء هيامك، فعجبا لمن يدرك رمضان فلا يصلحه صيامه، ولا يهزه قيامه، ولا تغيره أيامه، فعجبا ممن يدرك رمضان وهو يطمع في الجنة والمغفرة، ثم يضيّعه في الملهيات والمنهيات والمحرمات، ويا ضيعة من فاته خير رمضان، ويا شقوة من أضاع شهر رمضان، فإن شهر رمضان هو شهر المرابح وهو زائر زاهر، وشهر عاطر، فضله ظاهر، بالخيرات زاخر، فحثوا حزم جزمكم، وأروا الله خيرا من أنفسكم، فبالجد فاز من فاز، وبالعزم جاز من جاز، واعلموا أن من دام كسله خاب أمله، وتحقق فشله، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها " كان رسول الله يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره " رواه مسلم، فشهر رمضان هو شهر القبول والسعود والعتق والجود والترقي والصعود، فيا خسارة أهل الرقود والصدود.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلي الله عليه وسلم " قال الله عز وجل إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة " البخاري، فهذا نسيم القبول هب، فهذا سيل الخير صبّ، وهذا باب الخير مفتوح لمن أحبّ، وهذا الشيطان كبّ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" متفق عليه، وعنه رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا كانت أول ليلة من رمضان صفّدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى منادي يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة " رواه ابن ماجه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.