رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 6 مارس 2025 1:49 ص توقيت القاهرة

سوق الخير العميم والفضل الجزيل

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له ما في السماوات وما في الأرض ومابينهما وما تحت الثرى أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هو أخشى الناس لربه وأتقى، دلّ على سبيل الهدى وحذر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، ثم أما بعد لقد أشرق علينا شهر رمضان الذي يشرق علينا كل عام ببركته وأنواره، وتتسارع نحونا خطاه، وهو سوق الخير العميم والفضل الجزيل، وشهر التوبة والمغفرة والعتق من النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

" إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " رواه الترمذي، فإنه شهر التوبات وإجابة الدعوات وإقالة العثرات، وشهر يفرح به كل مسلم مهما كان حاله، فالمحسن يزداد إحسانا وإيمانا، والمقصر يستغفر ويبتغي فيه من الله تعالى رحمة ورضوانا، فاعلموا يرحمكم الله أن الغفران قرين التوبة، فعن أبي الطويل شطب الممدود رضي الله عنه أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت من عمل الذنوب كلها، ولم يترك منها شيئا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبة؟ فقال صلى الله عليه وسلم " فهل أسلمت؟ قال أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. 

فقال صلى الله عليه وسلم " تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن" قال وغدراتي وفجراتي؟ قال " نعم " قال الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى " رواه البزار والطبراني، فإنه لا توبة بغير إصلاح حقيقي، حيث قال الله عز وجل " إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا " فإنه ليست النجاة في أن تتوب لأيام، إنما النجاة في أن تتوب على الدوام، وتلك أخص صفات التوبة النصوح، بل إن الكيس من جدد توبته ولم يستسلم لنزغات الشيطان أو يسترسل معها، فحالة دوما بين مدافعة التدني ومتابعة الترقي، ومحو سوابق العصيان بلواحق الإحسان، فإذا أخذتهم تلك السنة وغفلوا تذكروا عقاب الله وغضبه، أو ثواب الله تعالي وإنعامه، أو مراقبته والحياء منه، أو مننه وإحسانه، أو طرده وإبعاده، أو حجبه وإهماله، أو عدواة الشيطان وإغواءه، كل على قدر مقامه. 

فلما تذكروا ذلك " فإذا هم مبصرون " بسبب ذلك التذكر، أي فإذا هم على بصيرة من ربهم التي كانوا عليها قبل المس، أو فإذا هم مبصرون مواقع الخطأ ومكائد الشيطان فيحترزون منها، ولا يعودون إليها بخلاف المنهمكين في الغفلة، فقال شقيق البلخي "علامة التوبة هو البكاء على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب، وهجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار" فاللهم إنا نسألك إلهنا وسيدنا ومولانا أن تعتق رقابنا أجمعين من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أجرنا من النار، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فاللهم غنمنا شهر الخيرات، اللهم غنمنا شهر الخيرات، اللهم غنمنا شهر الخيرات، وجُد علينا فيه بواسع العطايا وصنوف الهبات، اللهم وفقنا لإغتنامه بما يرضيك. 

اللهم ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم واغفر لنا ذنبنا كله دقه وجلّه، أوله وآخره، سره وعلنه، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.