حين ترحل الأم... وجع لا يبرأ
حين ترحل الأم، يرحل نصف القلب، ويبهت لون الحياة
ليس هناك فقد يضاهي فقد الأم، ولا وجع يعادل غيابها. هي التي كانت لكل يومٍ معنى، ولكل لحظة دفء، وللحياة أمان. وعندما ترحل، يصبح الكون موحشًا مهما ازدحم بالناس، وتغدو الأيام باردة مهما أشرقت شمسها.
الأم ليست مجرد كلمة؛ هي حياة كاملة تختصرها نظرة، وحنان يملأ العالم كله بنبضة. وبرحيلها، ينكسر شيء عميق فينا لا يُصلحه شيء آخر. يصبح الفرح ناقصًا مهما اكتمل، والنجاح باهتًا مهما كان عظيمًا، لأن القلب ينظر دومًا إلى مقعدها الفارغ، وإلى الفراغ الذي لا يسده حضور آخر.
تمر الأيام والسنوات، ويتغير كل شيء... إلا الألم. يظل طريًا كجرحٍ حديث، يشتد في لحظات الحنين، وفي المناسبات التي كان وجودها يلونها بالبهجة. فذكراها لا تغيب، وملامحها لا تمحوها السنون، وصوتها لا يختفي من الذاكرة مهما طال البعاد.
في ذكراها، نسترجع كل لمسة حنان، وكل كلمة عطف، وكل موقفٍ كانت فيه السند والملجأ. نبتسم ونحن نستعيدها في الذاكرة، ثم نبكي لأننا ندرك أن الذكريات وحدها لم تعد تكفي. وإن كان الفقد موجعًا، فإن حبها الباقي فينا هو العزاء الوحيد، والنور الذي يضيء دروبنا كلما أظلمت الحياة.
رحم الله كل أمٍ رحلت وتركت في قلوبنا فراغًا لا يملؤه أحد، وذكرياتٍ تظل تحيا فينا ما حيينا. وجعل مثواهن جنات النعيم، وأكرم لقاءنا بهن في الفردوس الأعلى، حيث لا فراق ولا ألم.
وفي النهاية، تبقى الأم جزءًا من الروح لا يمكن فصله، ورغم الرحيل، تظل ذكراها تسكن كل زاوية في القلب. قد يمر الزمان وتختلف الحياة، لكن فقدانها سيظل الوجع الأكبر الذي لا ينسى، والألم الذي لا يُداوى. رحمك الله يا أمي، وجعل مثواك جنة الخلد، حيث لا فراق بعده ولا ألم.
بقلم/ ابنة أمٍ لم ولن تموت في قلبها
إضافة تعليق جديد