بقلمي علي بدر سليمان
أيتها الحرية احملي كفني وطوفي به خارج
الوطن فما عاد للوطن عنوان.
أصوات البنادق تعلو فوق رحم الأمنيات
ويموت الفرح على قارعة الطريق.
وتموت نفوس قد عبرت التاريخ وحلقت بين
فضاءات الحب والحرية.
والإنسانية قد ضاعت في متاهات الجهل.
الإنسانية التي أصبحنا باسمها نتاجر بالإنسان
ونبيعه بأبخس الأثمان.
والفقير ينبش القمامة يحاول أن يجد فيها طريق
الكرامة الذي أضاعه أصحاب السطوة والنفوذ
وغرور ذلك الإنسان قد تحول إلى انفصام
وبطش وجبروت وظلم.
وحجارة الذكريات تبكي على الأطلال وترثي
اللحظات الجميلة.
وأرصفة فارغة تنتظر أن تزول الغمة وتشرق
شمس الحرية.
أيها القادمون من خارج التاريخ عودوا إلى
مساحاتكم الفارغة فما عاد الحبر يكتب عنكم
فقد خضبته دماء ضحاياكم وصبغته باللون
الأحمر وقد أنبتت الأرض سنابل حمراء شاهدة
على تاريخكم المليء بالدماء.
أذكر يوم كنت أناجي الرياح كي تحملني عبر
فضاءات الأثير لكنها قد حملت لي رائحة الموت
وجعلتني أهرب منها إلى كل مكان.
رويدك أيها العابر في أفكارك الظلامية لا تحرق
الوقت وتأمل في تفاصيل تلك الأشجار الباسقة
وتلك النجوم التي لا تقع في مضمار حياتك.
تأمل التاريخ جيدا قبل أن ترمي نفسك في
عواصف الصحراء المهلكة.
عدوك اللدود يتخفى خلف أوراق الخريف
ويراقب تلك الحدود التي لن تفتح إلا لرميك
خارجها تلك الحدود التي رسمها ليعيش فيها
حياة سعيدة مليئة بالأمان والاستقرار له
والغضب والنقمة عليك وعلى من يجاورك.
هو عالم يحكمه الطغاة ومدعي الإنسانية
الذين لا يريدون لبلادنا أن تشرق بها شمس
الحرية.
هي القوة التي لا مكان فيها للجبناء والضعفاء
ومراكب السفن ضائعة تائهة في عمق البحر
لا تدري أي اتجاه تسلك في هذا العالم المتوحش.
لا أدري كيف صارت البسمة مسروقة من
شفاهنا من حياتنا من سنين عمرنا الضائع
في معارك الرهبة والخوف.
ماذا أقول وفي القلب غصة وذبول
ماذا أقول وقد تلطى خلف عيوننا الجميلة
الخبث والغدر والانتقام.
إصدح بملئ فمك وحنجرتك أيها العالم
المستضعف وواجه قوى الطغيان والإستكبار
وأعد الجغرافيا إلى من يستحق أن يمتلكها
وأعد الحقوق إلى أصحابها الحقيقيين
واحمل راية الحب والسلام والأمان
والاستقرار والطمأنينة لجميع شعوب العالم
المستضعفة.
إضافة تعليق جديد