رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 9 مارس 2025 4:21 م توقيت القاهرة

خاب وخسر من أدرك والداه ولم يغفر له.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد لقد أولت الشريعة الإسلامية الوالدين إهتماما بالغا حيث جعلت طاعتهما وبرّهما من أفضل القربات إلى الله تعالى، ونهى كذلك الإسلام عن عقوقهما وشدد على هذا الأمر كثيرا، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال صلى الله عليه وسلم " أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك، ثم أدناك فأدناك " متفق عليه، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال " أحي والداك ؟ قال نعم، قال ففيهما فجاهد " متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، فقيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة " مسلم، وقوله رغم أنف أي لصق على التراب، وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رضا الرب برضا الوالد وسخط الرب بسخط الوالد" وعن ابن عمرو رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الكبائر، الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس " رواه البخاري، فيا أيها المسلمون إن نظرة دقيقة لما تعيشه المجتمعات الغربية، لتؤكد أن أقسى ما تعانيه تلك المجتمعات اليوم هو التفكك الأسري والفردية المقيتة التي ضاقت بها بيوتهم، بعد أن ضاقت بها قلوبهم ولا عجب أن يطلب أهل الحي فيهم الجهة الأمنية.
لأن مسنا قد مات فأزكمت رائحته الأنوف بعد تعفنه دون أن يعلم بموته أحد، فسبحان الله عباد الله إنها الماديات والمراتب والثقافات حينما تغلب على القيم والأخلاقيات والأعجب من ذلك هو سريان هذا الداء إلى بعض المجتمعات الإسلامية وهي ترى بأمّ عينها كيف أوشكت الأسرة الغربية على الانقراض فكم نسمع من مظاهر التفكك وصور الخلل والعقوق في بعض مجتمعاتنا، فهذا أب لما كبرت سنّه ووهن عظمه وإحتاج لأولاده لم يجدوا ما يكافئوه به إلا بالتخلص منه في دور الرعاية، فذلكم هو الأب الذي من أجلك يكدّ ويتعب ويشقى وينصب لراحتك ويسعى ويدفع عنك الأذى وينتقل في الأسفار ويجوب الفيافي والقفار ويتحمّل الأخطار بحثًا عن لقمة تعيش بها، فهذا والد طاعن في السن يدخل المستشفى وهو على فراش المرض ويعاني مرارة العقوق والحرمان.
ويقول لقد دخلت هنا منذ أكثر من شهر، ووالله ما زارني أحد من أبنائي وأقاربي، بل يا عباد الله تعدى الأمر إلى ما هو أفظع من ذلك وأشنع، فهذا مأفون لمّا بلغت أمه من الكبر عتيا، تبرّم وضاق بها ذرعا، فما كان منه إلا أن أمر الخادمة فأخرجتها خارج المنزل، لتبيت المسكينة على عتبة الباب وهذا آخر يطلق النار على أبيه فيرديه قتيلا، من أجل مشادة كلامية، فسبحان الله العظيم، أي جريمة إرتكبها هؤلاء العاقون في حق أعزّ وأقرب الناس إليهم ؟ ويحهم على قبيح فعالهم ، وويل لهم لفساد حالهم، ألا وإن نماذج العقوق والقطعية، في زمننا هذا كثيرة وفظيعة، فأين الرحمة عند هؤلاء والديانة ؟ بل أين المروءة والإنسانية ؟ فإن الجنة والنار في بيوتكم، فويل لمن عق والديه وويل لمن قطع رحمه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.