((**(( حمــّـالة الأسيــّـة ))**))

بقلم / محمود جنيدى 
******************

أنا لما حبيتك يابلد ..
كنت عارف انك أمى ،
وانا ابنك الولد ..
وكنت حاسس ان طريقى صعب ..
ومش مفروش بورد ..
مانا اصلى قريت فى كتاب التاريخ ،
وعرفت اللى حصل زمان ،
من أيام جد الجد ..
وحكولى عن بهية ،
لما شافت اللى قتل ياسين ..
وعن دنشواى ،
أما الولاد شافوا المشانق ،
وأبّهاتم جثث متعلقين ..
وعن " ديليسيبس " والكنال ..
وحكولى عن الفالوجا ..
وعن تمانية واربعين ..
وعن حريق القاهرة ،
مفتاح ثورة يولية ..
وعن شهامة بور سعيد ستة وخمسين ..
وتيجى ضربة خمسة يونية ..
ياااااااااه ..
ياه يا أمى كل ده شفتيه .؟؟.
كل ده شريط طويييييل قدام عنية ..
لكن .. الحق ينقال ..
عمرك ما انحنيتى يوم ..
بالعكس .. 
واقفة رغم الهموم ..
واقفة شامخة ورافعة راسك ..
النزيف فى قلبك ،
والدموع فى عيون ناسك ..
وبرضه واقفة زى مانتى ..
ويطلع من بين ولادك ولد ..
ماجابتوش ولاّدة ..
شرب من لبن أمه والنيل سقاه زيادة ..
وحطّوا الولاد اديهم فى ايده ،
وقالوا الله أكبر ..
وعدّوا وعبروا المستحيل ..
ساعتها سمعت زغروتة بهية ..
وهى بتنادى : يامة ياسين مماتش ..
وولاد دنشواى طلعوا جثث ميّتينهم ..
وطفّوا نار الحمام والقش ..
وغيرهم وغيرهم وغيرهم ..
لكن ظهروا اللى استكتروا الفرحة عليكى ..
اللى يقول إخوان ..
واللى يقول إرهاب ..
واللى يقول خراب ..
ويموتوا تانى ولادك زينة الشباب ..
كل ذنبهم إنهم واقفين يحموا ناسك ..
وإنهم حرّاسك ..
كل ذنبهم إنهم رجال ..
مايعرفوش الإنكسار ولا المحال ..
وتطلع طلقاتهم تقتل فيهم الحياة ..
لكن أبدا مابيقتلوش الرجولة ..
نسيوا إن الأرض بتطرح تحتهم بطولة ..
نسيوا إنك حمّالة الأسيّة بجد ..
لا يكسرك إرهاب ولا تركعى لحد ..
بس وحياتك يا أمى ..
أنا باكتب دلوقتى ،
وعارف انك شايلة همى ..
إبنى "عبدالرحمن" حيشيل سلاح ..
واخته "آلاء" مستعدة تشيل سلاح ..
ماهو لازم تفضلى يامصر براح ..
ولا حيهزك ألم ولا نزيف الجراح ..
ولا حتبكى على فراق اللى راح ..
لكن حتفضلى مصر يامصر ..
واللى بعدنا برضه حيحكوا زيّنا التاريخ ..
وحيقولوا لولادهم إنك يامصر :
أم الدنيا ..
وإنك أصل التاريخ ..