بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، أحمده سبحانه على كل فضل وأشكره على كل نعمة، وأتوب إليه وأستغفره إعلانا وسرا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أحاط بكل شيء خبرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وقدرا، وأوصلهم رحما وبرا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإن من الحقوق الواجبه للأبناء هو الحق في الحنان والعطف والرحمة، وهو خلق يجب أن يعامل به الطفل مراعاة لصغر سنه وضعفه وقصور إدراكه ومن أجل ذلك يقول النبي الكريم صلى الله عليه و سلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا الحديث" رواه احمد و الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قبّل الحسن بن علي وعنده الأقرع إبن حابس فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه النبي صلى الله عليه و سلم وقال من لا يرحم لا يرحم، بضم الياء، يعني لا يرحمه الله " رواه البخاري ومسلم، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت " أن ناسا من الأعراب قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أتقبلون صبيانكم قالوا نعم قالوا والله لكنا ما نقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة " رواه البخاري ومسلم، وتشكو كثير من الامهات دوما من أن أطفالهم تابعين لأصدقائهم في المدرسه أو في الجامعه أو حتي من الشباب التابعين لزملائهم في العمل أو كأزواج في حياتهم الزوجيه.
ونجد أن هؤلاء لا يمكنهم أن يرأسوا أو يقودوا أي مجموعه أو أفراد في عمل ما ولا يمكنهم التعبير عن أنفسهم بسهوله ويعجزون عن إبراز مواهبهم كامله أو أثبات ذاتهم للاخرين، وربما يعانون من خجل وقصور في التعبير، كما أنهم لا يتمكنون من رفض سلوك ما سلبي يكون علي عكس عقيدتهم أو مبادئهم أو تنشئتهم، وكثيرا ما يتأثرون بمن حولهم في كل شئ ويفعلون كما يملي عليهم الآخرون تماما وهذا بالتأكيد شئ مرفوض لاي إنسان، وإن من باب تشجيع الوالدين لولدهما على الصلاة يمكن أن يحتفل الوالدان بأول صلاة يصليها الولد مع والده في المسجد، ويمكن أن يدعو الطفل بعد ذهابه إلى الصلاة ورجوعه منها، أن يدعو البعض من أصدقائه إلى بيته ليحتفلوا معه بهذه المناسبة، ويعلم الوالد الولد قبل الصلاة آداب الصلاة والمسجد.
ويمكن أن يذهب الوالد مع الطفل والأولاد ومع الإمام إن أمكن إلى البيت ليقيموا هناك حفلة متواضعة بمناسبة أول صلاة يصليها الولد مع والده في المسجد خلف الإمام، وكما يتم تعويد الطفل على ترديد الأذان وحفظ ألفاظه، ويعلّم أحكام الأذان والآداب المتعلقة به، وكما يتم تعويد الطفل على المحافظة على التسبيح والذكر والاستغفار والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم في الصباح وفي المساء كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يعوّد على الذكر بإستعمال الأصابع الذي أباحه بعض العلماء حتى لا يخطئ في العدّ والحساب، وكما يتم تعويد الطفل على تثبيت بصره على موقع السجود عند الصلاة، وكما يتم تعويد الطفل على صوم يوم أو يومين على الأقل من رمضان.
بدءا من السنة السابعة من عمره أو على قدر ما يستطيع، أما من كان أقل من ذلك سنا فيمكن أن يصوم ولو البعض من النهار، مثلا من الصبح إلى العصر أو من الظهر إلى المغرب.
إضافة تعليق جديد