رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 1 يناير 2025 7:52 ص توقيت القاهرة

تخصيص شهر رجب ببعض الصلوات

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 29 ديسمبر 2024
الحمد لله، الحمد لله الذي حث عباده على الإعتصام بالكتاب والسنّة، أحمده سبحانه وأشكره ذو الفضل والمنّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعاذ عباده من شر الناس والجنّة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله قائد المؤمنين ودليل الملة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في السراء والملمّة أما بعد لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رجب المحرم، وإن هناك وقفات في هذا الشهر وهو شهر رجب يجدر بكم وبغيركم من المسلمين أن تتنبهوا لها، وتفقهوا حكمها، وتتبصّروا بواقع الناس معها، لتسلم لكم عباداتكم من النقص والزلل، وأنفسكم مِن الإثْم والوزر، وتقل في بلادكم البدع والآثام، فلا تغضبوا ربكم، وتسعدوا في دنياكم وأخراكم، وأما عن القتال في الشهر الحرام، فقد قال الله تعالى. 

" يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير " وجمهور العلماء على أن القتال في الأشهر الحرم منسوخ بقوله تعالى " فإذا أنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " وغير ذلك من العمومات التي فيها الأمر بقتالهم مطلقا، وإستدلوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم، وقال آخرون أنه لا يجوز إبتداء القتال في الأشهر الحرم وأما إستدامته وتكميله إذا كان أوله في غيرها فإنه يجوز، وقد حملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف على ذلك لأن أول قتالهم في حنين في شوال، وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود فيه الدفع، فإذا دهم العدو بلدا للمسلمين وجب على أهلها القتال دفاعا سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره، وأما عن حكم تخصيص شهر رجب ببعض الصلوات؟ 

فإنه جرت عادة بعض الناس على تخصيص شهر رجب بصلاة تسمى صلاة الرغائب، وتؤدى في ليلة أول جمعة منه، ما بين المغرب والعشاء، وأول ما ظهرت هذه الصلاة كانت في القرن الخامس الهجري، وهذه الصلاة يحرم على المسلم أن يصليها أو يدعو الناس إلى صلاتها، لأن مرجع الصلاة نصوص القرآن والسنة النبوية الصحيحة، ولم ترد آية في القرآن الكريم تدل على صلاتها، ولا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلاها أو رغب الناس في صلاتها، بل إن الناس لم يسمعوا بها إلا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ووفاة أصحابه بمئات السنين، وقد قال الفقيه ابن العطار الشافعي الدمشقي رحمه الله "والأحاديث المروية في فضلها، وفي الصلاة فيها كلها موضوعة بإتفاق أهل النقل والعدالة" 

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي البغدادي  رحمه الله " فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء" وأما عن موضوع العتيرة في شهر رجب، فقد كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في شهر رجب يتقربون بها لأوثانهم، فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية وإختلف الفقهاء في حكم ذبيحة رجب فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن فعل العتيرة منسوخ وإستدلوا بقول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في الحديق عن أبي هريرة رضي الله عنه  "لا فرع ولا عتيرة " رواه البخاري ومسلم.

وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة وقالوا تستحب العتيرة وهو قول ابن سيرين، وقال ابن حجر ويؤيده ما أخرجه ابوداود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن المنذر عن نبيشة قال "نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا ؟ قال صلى الله عليه وسلم "اذبحوا في أي شهر كان" وقال ابن حجر فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم العتيرة من أصلها وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.