رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 20 أبريل 2025 5:23 م توقيت القاهرة

بنو إسـ، ـرائيل من النبوّة إلى الاحتلال

بقلم د/سماح عزازي

"من وعد بلفور إلى قيام الكيان الصـ، هيوني… تحالف الاستعمار والحلم المشوّه"
بقسم هذا الجزء من السلسلة إلى المحاور التالية:
1. مقدمة تمهيدية:
ملامح القرن العشرين وصعود القوميات والإمبراطوريات.
انهيار الدولة العثمانية وفراغ القوة في المشرق العربي.

2. البدايات الفكرية للصـ، هيونية:
نشأة الفكر الصـ، هيوني في أوروبا.
مؤتمر بازل 1897 وتيودور هرتزل.
الأهداف السياسية للصـ، هيونية وعلاقتها
 بالمسيحية الصـ، هيونية.

3. التحالف مع الاستعمار البريطاني:
خلفيات وعد بلفور 1917.
الدوافع البريطانية (سياسية – اقتصادية – دينية).
الشخصيات اليـ، هودية المؤثرة في القرار البريطاني 
(مثل حاييم وايزمان).

4. الانتداب البريطاني على فلسـ، طين:
كيف سهّل الانتداب إقامة الوطن القومي لليــ، هود؟
سياسات بريطانيا في تهويد الأرض وتجريد الفلسـ، طينيين من ممتلكاتهم.
المقاومة الفلسـ، طينية الأولى والثورات الشعبية.

5. الهجرة المنظمة والتسليح:
الهجرات اليـ، هودية الكبرى.
دعم عصابات الهاجاناه والأرغون.
صمت المجتمع الدولي ودور عصبة الأمم.

6. نهاية اللعبة… من النكبة إلى الإعلان:
قرار تقسيم فلسـ، طين 1947.
إعلان قيام "إسرائيل" في 1948.
المذابح والتطهير العرقي (مثل دير ياسين).
بداية الشتات الفلسـ، طيني.

7. خاتمة تحليلية:
هل كان وعد بلفور وعدًا إلهيًا أم خيانة تاريخية؟
دور الأنظمة العربية وتخاذلها.
أثر النكبة على الواقع العربي حتى اليوم.

أولًا: مقدّمة تمهيدية
ملامح القرن العشرين وصعود القوميات والإمبراطوريات
انهيار الدولة العثمانية وفراغ القوة في المشرق العربي
مع بزوغ فجر القرن العشرين، كانت خريطة العالم تتجه نحو إعادة تشكّل كبرى، بفعل عدّة تحوّلات عميقة هزّت أركان النظام القديم، ومهّدت الطريق أمام صراعات سياسية وحضارية لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم. كان العالم يدخل قرنًا جديدًا بحمولة ثقيلة من الطموحات الإمبراطورية، والصراعات القومية، والثورات الفكرية، في وقت بدأ فيه ميزان القوى يتغيّر بسرعة مدهشة.

1. صعود القوميات والإمبراطوريات
شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر تصاعد الحركات القومية في أوروبا، وخصوصًا في ألمانيا وإيطاليا، وهو ما فتح شهية الشعوب والأقليات الأخرى للمطالبة بالاستقلال أو الحكم الذاتي. هذه الروح القومية انتقلت تدريجيًا إلى الشرق، حيث بدأت تظهر بذور القومية العربية والتركية والفارسية، في ظل احتكاك مباشر مع الحضارة الغربية عبر البعثات والمدارس والمؤسسات التبشيرية.
بالتوازي مع هذا الصعود القومي، كانت الإمبراطوريات الكبرى – مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا – تتسابق لتوسيع نفوذها، سواء عبر الاحتلال العسكري المباشر، أو النفوذ الاقتصادي والثقافي. وكانت فلسـ، طين واحدة من أهم المناطق الجغرافية التي وضعتها هذه القوى نصب أعينها، نظرًا لموقعها الجيوسياسي، ورمزيتها الدينية، وارتباطها التاريخي بمشاريع السيطرة في الشرق.

2. ضعف الدولة العثمانية وتراجع نفوذها
في المقابل، كانت الدولة العثمانية – التي كانت تضم فلسـ، طين وبقية بلاد الشام – تعاني من تآكل داخلي عميق، بفعل الفساد الإداري، والانفصال التدريجي للأقاليم، والضغط الأوروبي المتزايد، إضافة إلى التأخر الصناعي والعسكري مقارنةً بأوروبا الحديثة. وقد أطلق الأوروبيون عليها آنذاك لقب "الرجل المريض"، في دلالة على حالة الانهاك والتراجع التي أصابتها.
وقد استغلّت القوى الأوروبية هذا الضعف لتوقيع امتيازات واتفاقات جائرة مع الدولة العثمانية، تحت ذرائع حماية الأقليات المسيحية، أو تسهيل التجارة، أو خدمة الحجاج. وشيئًا فشيئًا، أصبح القرار السياسي العثماني خاضعًا للابتزاز والضغوط، ولم تعد قادرة على حماية أراضيها من التسلل الأجنبي، لا سيما في فلسـ، طين.

3. الحرب العالمية الأولى والانهيار النهائي
جاءت الحرب العالمية الأولى (1914–1918) لتكون القشّة التي قصمت ظهر الدولة العثمانية. فقد انحازت الدولة إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء، ما جعلها هدفًا مباشرًا لبريطانيا وفرنسا. ومع انهيار جبهات القتال، وسقوط الولايات العربية واحدة تلو الأخرى، بدأت تتضح ملامح "تقسيم المشرق العربي" بين المنتصرين.

ففي الخفاء، عقدت بريطانيا وفرنسا اتفاقية سايكس-بيكو سنة 1916 لتقاسم النفوذ في المشرق العربي، بينما كانت بريطانيا تعد الشريف حسين بدولة عربية مستقلة، وتعد في الوقت ذاته الحركة الصـ، هيونية بوطن قومي في فلسـ، طين – في خيانة مزدوجة قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.

4. فراغ القوة في المشرق العربي
بُعيد الحرب، ومع توقيع معاهدة "سيفر" سنة 1920، تلاشت فعليًا سلطة الدولة العثمانية، وتحولت الولايات العربية إلى مناطق نفوذ خاضعة للاحتلال أو الانتداب الأوروبي. وفي هذا الفراغ الكبير، برزت بريطانيا كالقوة المهيمنة على فلسـ، طين والعراق والأردن ومصر، بينما ذهبت سوريا ولبنان إلى النفوذ الفرنسي.
في هذا المناخ المتفكك، ووسط غياب كيان عربي موحد، أو مرجعية دينية أو قومية جامعة، وجدت الحركة الصـ، هيونية فرصتها الذهبية لتنفيذ مخططها، مدفوعة بالوعد البريطاني والدعم الأوروبي، ومنتهزةً لحظة الغفلة العربية والانهيار العثماني.

ثانيًا: ولادة الصـ، هيونية وتيودور هرتزل
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تعيش عصر القوميات، إذ بدأت الشعوب تبحث عن هوياتها الخاصة، وتسعى لتأسيس كيانات سياسية تعبّر عنها. وبينما كانت ألمانيا توحد ولاياتها، وكانت إيطاليا تنفض عنها قرونًا من التجزئة، بدأ بعض المفكرين اليـ، هود ينظرون إلى "يـ، هود العالم" كقومية مشتّتة ينبغي أن تجتمع في وطن خاص بها.

في هذا السياق، ولدت الصـ، هيونية السياسية، وهي حركة حديثة نسبياً لا تمتّ بصلة إلى العقيدة الدينية اليـ، هودية التقليدية، بل نشأت كردّ فعل على العداء الأوروبي المتزايد لليـ، هود، خاصة في أوروبا الشرقية، وروسيا القيصرية، وبعض مناطق أوروبا الغربية، حيث كانت معاداة السامية تتخذ أبعادًا عنيفة ومتكرّرة.

1. خلفية فكرية واجتماعية
قبل ظهور الصـ، هيونية السياسية، كانت الجماعات اليـ، هودية منقسمة بين:
اليـ، هود الأرثوذكس: الذين يرون أن عودة اليـ، هود إلى "أرض الميعاد" لا يمكن أن تتم إلا بقدوم المسيح المنتظر.
اليـ، هود الإصلاحيون: الذين اندمجوا في مجتمعاتهم الأوروبية، ولم يعودوا يرون أنفسهم شعبًا مستقلاً.
العلمانيون اليـ، هود: الذين تأثروا بالأفكار القومية الأوروبية، وبدأوا يطالبون بكيان سياسي خاص يجمع الشتات اليـ، هودي.
من رحم هذا التناقض، ظهرت الصـ، هيونية كحركة سياسية، تجمع بين الرؤية القومية والمنطلقات الدينية التاريخية، مع توظيف شديد للأساطير التوراتية في خدمة مشروع حديث استعماري.

2. تيودور هرتزل: الأب المؤسس للصـ، هيونية الحديثة
يُعتبر تيودور هرتزل (1860–1904)، الصحفي والكاتب النمساوي، الشخصية المركزية في بلورة الصـ، هيونية كحركة سياسية واضحة الأهداف. وقد تأثر هرتزل بشدة بقضية "دريفوس" في فرنسا – وهي محاكمة ضابط يـ، هودي اتُّهم بالخيانة في أجواء مشحونة بالعداء لليـ، هود – فرأى أن اندماج اليـ، هود في المجتمعات الأوروبية لم يعد ممكنًا، وأن السبيل الوحيد لحمايتهم هو تأسيس وطن قومي خاص بهم.
في عام 1896، كتب هرتزل كتابه الشهير "دولة اليـ، هود" (Der Judenstaat)، الذي دعا فيه صراحة إلى إنشاء وطن قومي لليـ، هود، ليس على أساس ديني، بل على أسس سياسية واقتصادية. وقال فيه:
"لن نُقبل أبدًا كمواطنين حقيقيين في أوطان غيرنا، فلنؤسس وطنًا لنا، نجمع فيه شتاتنا، ونبني فيه اقتصادنا ومجتمعنا الخاص."

3. المؤتمر الصـ، هيوني الأول وبداية الحلم المنظّم
في عام 1897، نظّم هرتزل "المؤتمر الصـ، هيوني الأول" في مدينة بازل السويسرية، وضمّ فيه ممثلين عن التجمعات اليـ، هودية في أوروبا وروسيا، وتم فيه الإعلان عن الهدف المركزي للحركة:
"إقامة وطن قومي لليــ، هود في فلسـ، طين، يضمنه القانون الدولي."
واعتبر هرتزل هذا المؤتمر لحظة تأسيسية حقيقية، إذ كتب بعدها في مذكراته:
"في بازل، أسستُ الدولة اليـ، هودية. ولو قلتُ هذا بصوت عالٍ اليوم، لضحك الجميع، لكن بعد خمسين عامًا، سيعترف العالم بها."
وبالفعل، لم تمر خمسون عامًا حتى أعلنت دولة إسـ، رائيل قيامها عام 1948، فوق أنقاض القرى والمدن الفلسـ، طينية.

4. اختيار فلسـ، طين هدفًا
لم تكن فلسـ، طين الخيار الأول لهرتزل. فقد اقترح البعض الأرجنتين أو أوغندا كبدائل، لكن التيار الديني القومي داخل المؤتمر أصرّ على فلسـ، طين، بوصفها "أرض الميعاد" وفق التصوّر التوراتي. ومنذ تلك اللحظة، بدأ العمل الحثيث على:
تأسيس الوكالة اليـ، هودية لشراء الأراضي في فلسـ، طين.
التفاوض مع القوى الكبرى (بريطانيا – ألمانيا – السلطان العثماني) لضمان دعم مشروع الوطن القومي.
تشجيع الهجرة اليـ، هودية إلى فلسطين، وبناء المستوطنات الأولى.
لكن الباب لم يُفتح على مصراعيه إلا حين عقد الصـ، هاينة التحالف الأخطر في تاريخهم: تحالفهم مع بريطانيا الاستعمارية، وهو ما سنفصّله في المحور التالي.

ثالثًا: التحالف مع الاستعمار البريطاني – خلفيات وعد بلفور 1917
لم يكن وعد بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917 مجرّد بيان سياسي عابر، بل كان محصلة تحالف استراتيجي بين الحركة الصـ، هيونية الصاعدة، والإمبراطورية البريطانية الباحثة عن النفوذ والثروة، في لحظة مفصلية من تاريخ القرن العشرين. تحالفٌ تقاطعت فيه الأهداف السياسية بالمصالح الاقتصادية، وتماهت فيه الأطماع الاستعمارية مع الرؤى الدينية المشوّهة، وكانت فلسـ، طين هي الضحية.

1. دوافع بريطانيا السياسية والعسكرية
في خضم الحرب العالمية الأولى، كانت بريطانيا في حاجة ماسّة إلى دعم معنوي ومادي من قوى مؤثرة حول العالم، وعلى رأسها يـ، هود أوروبا وأمريكا. فقد ظنّ الساسة البريطانيون أن تقديم "وعد" بإقامة وطن قومي لليـ، هود في فلسـ، طين، سيكسبهم دعم الجاليات اليـ، هودية، لا سيّما في الولايات المتحدة، لدفعها نحو الانخراط في الحرب إلى جانب الحلفاء.
كما أرادت بريطانيا استباق النفوذ الفرنسي في بلاد الشام، وتثبيت موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، عبر بوابة "الالتزام الأخلاقي" تجاه اليـ، هود، وهي بوابة مزيّفة أخفت وراءها مشروعًا استعماريًا واضح المعالم.

2. البعد الاقتصادي والمالي
لم يكن القرار البريطاني بمعزل عن نفوذ العائلات اليـ، هودية الكبرى، التي سيطرت على بنوك أوروبا وأسواقها المالية. فقد شكّلت عائلة روتشيلد تحديدًا ثقلاً اقتصاديًا هائلًا، وكانت على علاقة مباشرة بمراكز القرار في لندن. وقد وُجه وعد بلفور صراحة إلى اللورد ليونيل روتشيلد، في إشارة رمزية لا تخطئها العين حول الشراكة المالية والسياسية القائمة.
وكان دعم هذه العائلات للسياسات البريطانية، ولجهود الحرب، مشروطًا بدعم صريح للحركة الصـ، هيونية، وهو ما حدث بالفعل عبر هذا "الوعد" الذي قلب موازين القضية الفلسـ، طينية إلى اليوم.

3. البعد الديني: الأصولية الإنجيلية
لعبت الأفكار الإنجيلية البروتستانتية دورًا خفيًا لكنه بالغ الأثر في تشكيل العقل السياسي البريطاني تجاه اليـ، هود وفلسـ، طين. فقد آمن كثير من الساسة البريطانيين، وعلى رأسهم آرثر بلفور وديفيد لويد جورج، بأن "عودة اليـ، هود إلى صـ، هيون" خطوة تمهيدية لعودة المسيح المخلّص، وفق فهمهم الديني.
هذا المعتقد الذي ترسّخ منذ القرن التاسع عشر، تغلغل في الخطاب البريطاني، حتى أصبح تبريرًا لا أخلاقيًا لاقتلاع شعب وتشريد أمة، باسم "تحقيق نبوءة مقدسة".

4. الدور الصـ، هيوني – حاييم وايزمان نموذجًا
في قلب هذه المعادلة المعقّدة، برز اسم حاييم وايزمان، العالِم اليـ، هودي البريطاني، كأحد أبرز مهندسي اتفاق بلفور. فقد استثمر علاقاته العلمية والسياسية داخل الحكومة البريطانية، مستفيدًا من اختراعه لمادة كيميائية ساعدت في صناعة المتفجرات أثناء الحرب.
نجح وايزمان في بناء شبكة علاقات متينة داخل أروقة السياسة البريطانية، وبذل جهدًا هائلًا في إقناعهم بضرورة تبنّي مشروع الوطن اليـ، هودي في فلسـ، طين، مُقدِّمًا الصـ، هيونية كحليف استراتيجي يحقق المصالح البريطانية في الشرق، وهو ما أقنع بلفور ولويد جورج وغيرهما بدعم المشروع علنًا.
وهكذا وُلد "وعد بلفور" من رحم المصالح، لا من ضميرٍ إنساني. كان وعدًا ممن لا يملك، لمن لا يستحق، على حساب من كان يسكن الأرض ويحيا فيها منذ قرون. وقد شكّل هذا الوعد بداية الانحدار الكبير، الذي سيُترجم لاحقًا بزراعة كيان استيطاني بحدّ السيف والخديعة، وتشريد شعبٍ بأكمله تحت لافتة كاذبة اسمها "الشرعية الدولية".

رابعًا: الانتداب البريطاني على فلسطين
1. من وعد إلى واقع: الترجمة العملية لوعد بلفور
حين صدر وعد بلفور عام 1917، كان مجرد تصريح سياسي بريطاني موجَّه إلى زعيم الجالية اليـ، هودية في بريطانيا، لكنه لم يظلّ حبرًا على ورق. فقد سارعت بريطانيا، بعد دخولها إلى فلسـ، طين عقب انهيار الدولة العثمانية، إلى ترجمة الوعد إلى سياسة فعلية عبر فرض نظام الانتداب الذي منحها سيطرة كاملة على أرض فلسطين تحت غطاء "دولي" من عصبة الأمم.
وقد تم تثبيت نص وعد بلفور رسميًا في صك الانتداب البريطاني على فلسـ، طين عام 1922، وأصبح جزءًا من القانون الدولي، ما منح الصـ، هاينة غطاءً قانونيًا لبدء خطواتهم العملية نحو إقامة كيانهم على الأرض.

2. البنية القانونية لاغتصاب الأرض
عملت بريطانيا، خلال سنوات الانتداب (1920–1948)، على تهيئة فلسـ، طين لتكون وطناً قومياً لليـ، هود، وفق خطوات دقيقة ومدروسة، تمثّلت في:
سنّ قوانين الأراضي التي تسهّل شراءها من الفلسطينيين، وفي أحيان كثيرة انتزاعها منهم قسرًا.
نقل ملكيات جماعية كانت تابعة للدولة العثمانية سابقًا إلى الصـ، هاينة تحت ذريعة أنها "أراضٍ مهجورة".
تسجيل الأراضي لأول مرة بطريقة جديدة تسهّل الطعن في ملكيات الفلاحين الفلسـ، طينيين. ففي الوقت الذي كان فيه الفلاح الفلسـ، طيني يدفع الضرائب ويزرع الأرض منذ أجيال، كانت الإدارة البريطانية تطلب منه أوراق ملكية رسمية لا يملكها أصلاً، لأنه ورث الأرض دون أوراق، كما كان شائعًا في النظام العثماني.

3. التـ، هويد عبر الهجرة المنظمة
استغلت بريطانيا تفويضها الدولي لتفتح الباب واسعًا أمام الهجرة اليـ، هودية من أوروبا الشرقية وروسيا، خاصة بعد صعود النازية في الثلاثينيات، وتم ذلك عبر:
إصدار تأشيرات جماعية للمهاجرين اليـ، هود.
دعم إنشاء المستوطنات الزراعية والصناعية لهم على الأراضي المصادرة.
تدريب وتسليح الجماعات الصـ، هيونية مثل "الهاغاناه"، التي أصبحت لاحقًا نواة الجيش الإسرائيلي.
فبحلول عام 1947، ارتفعت نسبة اليـ، هود في فلسـ، طين إلى حوالي 30% من السكان بعد أن كانوا لا يتجاوزون 5% قبل الحرب العالمية الأولى.

4. تجريد الفلسـ، طينيين من ممتلكاتهم وحقوقهم
مارست بريطانيا سياسة تمييز ممنهج ضد السكان
 الفلسـ، طينيين، تمثلت في:
تقليص فرص التعليم والعمل أمام العرب.
إهمال البنية التحتية في المناطق العربية.
قمع الحريات السياسية، واعتقال زعماء الحركة الوطنية الفلسـ، طينية.
إغلاق باب الهجرة للفلسـ، طينيين العائدين أو المهجّرين من قراهم بعد المصادرات.
وتم تمرير كل ذلك تحت ستار "التوازن بين الطرفين"، رغم أن السياسات كانت منحازة تمامًا للصـ، هاينة.

5. المقاومة الفلسـ، طينية الأولى
أمام هذا التهديد الوجودي، لم يبقَ الفلسـ، طينيون مكتوفي الأيدي. فقد بدأت أشكال المقاومة الشعبية المبكرة منذ عشرينيات القرن العشرين، وبلغت ذروتها في:

ثورة البراق (1929): التي اندلعت بعد محاولة الصـ، هاينة السيطرة على حائط البراق وتحويله إلى رمز ديني يـ، هودي.

الثورة الكبرى (1936–1939): وهي انتفاضة فلسـ، طينية مسلّحة وشعبية دامت ثلاث سنوات، شملت إضرابًا عامًا ومقاومة مسلّحة ضد القوات البريطانية والعصابات الصـ، هيونية.
وقد استشهد آلاف الفلسـ، طينيين خلال هذه الثورة، وقامت بريطانيا بقمعها بشراسة، مستخدمة الطائرات والدبابات والاعتقالات، وأعدمت عشرات القادة الثوار، وعلى رأسهم الشهيد عز الدين القسام، الذي أصبح أيقونة للمقاومة
 الفلسـ، طينية.

6. التمهيد لنكبة 1948
بنهاية الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا قد مهّدت الأرض تمامًا للكارثة الكبرى. فقد:
أنشأت البنية التحتية للدولة الصـ، هيونية.
سلّحت ودربت العصابات اليهودية.
أنهكت الفلسـ، طينيين بالقمع والمجازر والمصادرات.
وفي عام 1947، أعلنت انسحابها من فلسـ، طين، وألقت العبء على الأمم المتحدة، التي أصدرت قرار تقسيم فلسطين، ما أدّى إلى تفجّر الحرب وبدء مأساة النكبة... وهو ما سنخوض فيه في المحور التالي.

خامسًا: زرع الكيان بالقوة والخديعة
1. قرار التقسيم 1947: خدعة المجتمع الدولي
في 29 نوفمبر 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 181، القاضي بـ تقسيم فلسـ، طين إلى دولتين:
دولة يـ، هودية على مساحة 56% من الأرض.
دولة عربية فلسـ، طينية على 43%.
والقدس تحت إشراف دولي خاص.

رغم أن الفلسـ، طينيين كانوا يمثلون ثلثي السكان، فإن القرار منح اليـ، هود – وهم أقلية – أكثر من نصف الأرض، بما فيها أخصب المناطق الزراعية. رفض العرب القرار، لأنه ببساطة شرعَنَ اغتصاب الأرض تحت غطاء قانوني، بينما قبله الصـ، هاينة ظاهريًا، تمهيدًا لاستكمال الاستيلاء بالقوة.

2. العصابات الصـ، هيونية: أداة القتل والتهجير
منذ اللحظة التي صدر فيها قرار التقسيم، بدأت العصابات الصـ، هيونية المدربة – مثل الهاغاناه وشتيرن والإرغون – بتنفيذ خطة ممنهجة لطرد الفلسـ، طينيين من أرضهم، فيما عُرف لاحقًا بخطة "دالت" (Plan D) في أوائل عام 1948، وكان هدفها واضحًا:
"احتلال أكبر عدد ممكن من القرى والمدن الفلسطينية، وتطهيرها من سكانها العرب، تمهيدًا لإعلان الدولة اليـ، هودية."

ونفّذت تلك الجماعات مجازر مروّعة، أبرزها:
مجزرة دير ياسين (أبريل 1948): قُتل فيها أكثر من 250 مدنيًا فلسـ، طينيًا، بينهم نساء وأطفال، بطرق بشعة، أدّت إلى حالة رعب عام وهروب جماعي من القرى.
مجزرة الطنطوره، اللد، صبرا وشاتيلا (لاحقًا)، وغيرها، كلها كانت تهدف إلى "التطهير العرقي".

3. إعلان قيام إسـ، رائيل: دولة على جثث شعب
في 14 مايو 1948، أعلن ديفيد بن غوريون قيام ما أسماه "دولة إسـ، رائيل"، وسط اعتراف فوري من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، رغم أن الإعلان تم قبل انتهاء الانتداب البريطاني رسميًا بيوم واحد!
ما كان يعني:
قيام دولة غير شرعية على أراضٍ مغتصبة.
دون حدود واضحة.
دون موافقة السكان الأصليين.

4. دور بريطانيا في تسهيل الكارثة
رغم ادعائها الحياد، لعبت بريطانيا دورًا محوريًا في نجاح المشروع الصـ، هيوني:
سحبت قواتها من المناطق الحساسة قبل أن تتركها لقمة سائغة للعصابات اليـ، هودية.
سلّحت اليـ، هود وسهّلت إدخال السلاح إليهم، بينما منعت ذلك عن العرب.
قامت بتفكيك القوى الأمنية الفلسـ، طينية، واعتقال قادتهم قبل النكبة بأسابيع، لضمان سهولة السيطرة.
كانت بريطانيا بذلك قد أكملت مهمتها التاريخية في زرع هذا الكيان في قلب الأمة العربية، تمهيدًا لاستخدامه كأداة متقدمة تخدم مصالح الغرب في المنطقة.

5. تشريد الشعب الفلسـ، طيني: نكبة 1948
النتيجة الكارثية تمثلت في:
تهجير أكثر من 750,000 فلسـ، طيني من قراهم ومدنهم.
تدمير أكثر من 500 قرية فلسـ، طينية بالكامل.
ظهور قضية اللاجئين الفلسـ، طينيين، التي أصبحت جوهر الصراع إلى اليوم.
منع اللاجئين من العودة، رغم القرارات الأممية مثل القرار 194.
لقد تم زرع الكيان بالقوة العسكرية، والمجازر، والخداع السياسي، وتحت رعاية دولية تواطأت بالصمت، أو المشاركة المباشرة

سادسًا: نكبة 1948 وتشريد الفلسـ، طينيين
1. ماذا تعني النكبة؟
النكبة ليست مجرد "هزيمة عسكرية"، بل لحظة انهيار حضاري وإنساني في الوعي العربي. إنها الجرح المفتوح الذي بدأ في 15 مايو 1948، حين أُعلن قيام "دولة إسـ، رائيل"، وانتهى هذا الإعلان بـ:
تشريد أكثر من 750,000 فلسـ، طيني من أرضهم.
تدمير ما يزيد عن 500 قرية وبلدة فلسـ، طينية.
اغتصاب الأرض، وتزوير التاريخ، ومحاولة طمس الهوية.
إنها ليست نكبة الفلسـ، طينيين وحدهم، بل نكبة الأمة كلّها، حين أُخذت القدس وبيت لحم والخليل ويافا وعكا وصفد بليل الخيانة.

2. تفاصيل النكبة: كيف طُرد الفلسـ، طينيون؟
الصـ، هاينة لم يكتفوا بالاستيلاء على الأرض، بل اتبعوا استراتيجية ممنهجة لـ"التطهير العرقي"، تمثلت في:
أ. المجازر كأداة للتهجير
كما في:
دير ياسين: قُتل فيها المدنيون بوحشية غير مسبوقة، ذُبحوا بالسكاكين وأُلقيت الجثث في الآبار.
اللد والرملة: جرى تهجير أكثر من 70 ألف إنسان في يومين، تحت قصف مدفعي وجثث على الطرقات.
ب. الحصار والتجويع
القوات الصـ، هيونية كانت تطوّق القرى، وتمنع عنها الماء والغذاء والدواء، لتدفع سكانها إلى المغادرة.
ج. الحرب النفسية
استخدمت العصابات الإذاعات والإشاعات لترويع السكان:
"الجيش اليـ، هودي قادم... سيذبحكم كما في دير ياسين... ارحلوا الآن."

3. أين ذهب اللاجئون؟
توزع الفلسـ، طينيون بين الضفة الغربية، غزة، لبنان، سوريا، الأردن، ومخيمات اللجوء.
آلاف العائلات حملت مفاتيح بيوتها، على أمل العودة بعد أيام، لكنهم ظلوا لاجئين لأكثر من 70 عامًا.
وُلد جيل كامل لا يحمل وطنًا ولا هوية، فقط وثائق لجوء، و"بطاقات تموين" من الأونروا.

4. لماذا لم يعودوا رغم قرار الأمم المتحدة؟
صدر القرار الأممي رقم 194 في ديسمبر 1948، وينص على:
"حق اللاجئين الفلسـ، طينيين في العودة إلى ديارهم، وتعويض من لا يرغب في العودة."
لكن:
إسـ، رائيل رفضت القرار، وقال بن غوريون: "الكبار يموتون، والصغار سينسون."
الدول الغربية لم تُجبرها على التنفيذ، واعتُبر القرار مجرّد حبر على ورق.
الأنظمة العربية شُغلت بانقلاباتها وصراعاتها الداخلية.

5. ماذا بقي للفلسـ، طينيين؟
بقي الحنين، والمفتاح، وصور القرى القديمة.
بقيت خيام اللجوء، تتحوّل إلى بيوت من زنك وصفيح، ثم إلى أحياء فقيرة تُطوّقها الجدران.
بقيت الكرامة المسلوبة، والحق المهدور، والأمل المتجدد بالمقاومة.

6. النكبة مستمرة...
النكبة لم تنتهِ عام 1948. بل:
تواصلت مع نكسة 1967، واحتلال القدس، والضفة وغزة.
وتوسعت بالاستيطان، وضم الأراضي، وبناء الجدار العازل.
وتحوّلت إلى "صفقة قرن" جديدة، تهدف إلى محو الحق الفلسـ، طيني نهائيًا.
لكن مع كل هذا، ظلّ الشعب الفلسـ، طيني:
"شاهدًا حيًا على الجريمة، ورافضًا للطمس والنسيان."

خاتمة الجزء السادس
من وعد بلفور إلى قيام الكيان الصهيوني
1. تأملات في دروس النكبة وأثرها في الأمة العربية
بعد مرور أكثر من سبعة عقود على النكبة الفلسـ، طينية، ما زالت الجراح مفتوحة في جسد الأمة العربية. إن نكبة 1948 ليست مجرد ذكرى عابرة في تاريخ الشعب الفلسـ، طيني، بل هي علامة فارقة في الوعي العربي والإسلامي ككل. لقد كشفت عن عمق التواطؤ الدولي ضد الحقوق الفلسـ طينية، وعن ضعف المواقف الرسمية العربية أمام تحالفات الغرب الاستعمارية مع المشروع الصـ، هيوني.
لا يمكن لأي باحث أو مؤرخ أن يتجاهل الحقيقة المرة أن النظام العربي كان، ولا يزال إلى حد كبير، غير قادر على تحقيق وحدة فاعلة لمواجهة هذا التحدي الوجودي، كما ظهر بوضوح في:
الانقسام العربي في ظل الصراعات الداخلية بين الدول.
خيانة بعض الحكام العرب للثوابت الفلسـ، طينية، واعترافهم بالكيان الصـ، هيوني أو التنسيق معه.
لكن رغم ذلك، كانت النكبة بمثابة استفاقة للشعوب العربية من غفوة القبول بالواقع المزدوج: التعايش مع الاحتلال من جهة، والحفاظ على الهوية الوطنية من جهة أخرى.

2. استمرار المقاومة الفلسـ، طينية: من النكبة إلى اليوم
ورغم التشريد والتهجير، ورغم ما عايشه الفلسـ، طينيون من قهر وتدمير، لم تنقطع أشواك المقاومة على مدار السنوات التالية:
انتفاضات فلسـ، طينية: كـانت هذه الانتفاضات بمثابة رسالة للعالم أن الفلسـ، طيني لا يزال يقاوم. من انتفاضة 1936، مرورًا بالانتفاضة الأولى في 1987، وصولًا إلى انتفاضة الأقصى عام 2000.
حركات المقاومة: حركة حماس و الجهاد الإسلامي، كما كانت منظمة التحرير الفلسطينية رمزًا للتمثيل السياسي والشرعي للشعب الفلسـ، طيني في البداية، لا تزال هذه الحركات تسعى لتوجيه رسائل رفض للاحتلال، ولإظهار أن قضية فلسـ، طين ليست قضية إقليمية، بل قضية إنسانية عالمية.
الجنين الثقافي والتاريخي: الفلسـ، طيني لا ينسى أرضه، حتى وإن عاش في الشتات. الأجيال الجديدة التي نشأت في المخيمات حملت حلم العودة معهم إلى المدارس، والكتب، والأفلام، والفن، والموسيقى، وكل مناحي الحياة. حتى الذين ولدوا في الخارج، صاروا يحملون مفاتيح البيوت التي تم تهجير عائلاتهم منها.

3. الصراع مستمر: ماذا عن المستقبل؟
ومع هذا الصراع المستمر، يبقى السؤال الأهم: ماذا عن المستقبل الفلسـ، طيني؟ هل سيظل الشعب الفلسطيني عالقًا في دوامة النكبات والانتكاسات، أم أن هناك أفقًا جديدًا يلوح في الأفق؟
التغييرات الإقليمية والدولية: الصراع الفلسـ، طيني الإسـ، رائيلي ليس حربًا تقليدية فحسب، بل هو صراع على الهوية، وعلى "الوجود". مع كل حدث إقليمي، كالثورات العربية أو التغيرات في مواقف القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا، يترسخ الوعي العالمي بأهمية الحقوق الفلسـ، طينية.
التوجهات الجديدة في المقاومة: يبدو أن المقاومة الفلسـ، طينية اليوم تتخذ أشكالًا متعددة، منها المقاومة المسلحة، والانتفاضات الشعبية، والمقاطعة الاقتصادية، والنضال الدبلوماسي عبر المؤسسات الدولية. وقد شهدت الفترة الأخيرة محاولات فلسـ، طينية لفرض معادلة جديدة عبر المشاركة في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والسعي للاعتراف بفلسـ، طين كدولة كاملة العضوية.
الجيل الجديد من الفلسـ، طينيين: هذا الجيل، المولود في الشتات أو في الأراضي المحتلة، يرى نفسه أكثر تجذّرًا في الأرض، وأكثر إصرارًا على العودة. فالفلسـ، طينيون في المدن الكبرى مثل رام الله وغزة، وحتى في مخيمات لبنان وسوريا، يظهرون جيلًا يتخطى انقساماته الداخلية ويحقق تضامنًا حقيقيًا عبر الحدود.

4. التحديات الكبرى: كيف يمكن التغيير؟
التغيير في الصراع الفلسـ، طيني الإسـ، رائيلي يحتاج إلى عوامل جديدة:
أ. بناء وحدة فلسـ، طينية حقيقية
من الضروري أن يتجاوز الفلسـ، طينيون الانقسام الداخلي الذي جلبه الصراع بين فتح وحماس. إن توحيد القوى الفلسـ، طينية على جميع الأصعدة هو الخطوة الأولى نحو استعادة القوة والشرعية.

ب. الضغط الدولي والتحالفات السياسية
إن استمرار الضغط الدولي على إسـ، رائيل عبر مؤسسات الأمم المتحدة، وتحقيق الاعتراف الدولي بفلسـ، طين، هو أحد أهم أدوات النضال الفلسـ، طيني. وفي هذا الصدد، فإن دعم القوى الدولية الحليفة لقضية فلسـ، طين مثل الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى حركات التضامن الدولي، يُعد ضرورة استراتيجية.

ج. مواجهة التوسع الاستيطاني والتغيرات الديموغرافية
التوسع الاستيطاني الإسـ، رائيلي في الضفة الغربية يهدد مستقبل الحلول السياسية. وعليه، فإن الضغط الدولي لإيقاف الاستيطان هو ركيزة مهمة للحفاظ على حق العودة، وحق الفلسـ، طينيين في بناء دولتهم.

5. خلاصة وموقف المستقبل:
النكبة الفلسـ، طينية لم تكن نهاية الطريق، بل كانت بداية الصراع الطويل. ورغم المآسي والآلام التي مر بها الشعب الفلسـ، طيني، إلا أن الأمل لم ينطفئ أبدًا. فكل جيل من الأجيال الفلسـ، طينية يحمل في قلبه حلم العودة وتحرير الأرض. الصراع مستمر، والنكبة لم تنتهِ، وإنما تمتد إلى المستقبل، مع آمال جديدة في التحرير والعدالة.

ختامًا، النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مستقبل من الآلام والآمال لشعب لم ولن ينسى أرضه وتاريخه. وبغض النظر عن تحديات الحاضر، فإن فلسـ، طين في قلب كل فلسـ، طيني، وفي قلب كل عربي، ولن يمحوها الزمن أو الاحتلال.

والآن، مع ختام الجزء السادس من السلسلة، نفتح الباب للجزء السابع، الذي سيغطي تحولات القرن العشرين وأثرها على مستقبل المنطقة في ظل الاستمرار في التحالفات الغربية مع الكيان الصـ، هيوني
ما بين المكر القديم والخديعة المتقنة، تهاوت أسوار الأمة طوبةً طوبة... لا بالسيف فقط، بل بالفكر، وبالحرب الناعمة، وبمشاريع الظل التي تعمل حيث لا يرى أحد.
لكن الحكاية لم تنتهِ بعد.
في الجزء السابع من سلسلة
 "بنو إسـ، رائيل من النبوّة إلى الاحتلال"،
نفتح بوابة الأسرار على التحالف الأسود بين الصـ، هيونية والماسـ، ونية،
ونكشف كيف غُرست الفتن في قلب الأمة، لا لتفرقها فقط، بل لتبدد هويتها، وتطمس لغتها، وتُخدر وعيها.
سنتتبع أدوات التفتيت: من الإعلام، إلى التعليم، إلى منابر الدين المأجورة…
ونسأل بمرارة:
هل سقطنا لأننا واجهنا قدَرًا محتوماً؟ أم لأننا أدرنا ظهرنا للوعي والمقاومة؟

في الجزء السابع... سنكتب عن:
العلاقة بين الصـ، هيونية والماسـ، ونية
أدوات التفتيت الثقافي والديني
تهميش اللغة والهوية
وهل هناك أمل؟ معركة الوعي... معركة البقاء

انتظرونا في الفصل الأخير، حيث تُرفع الأقنعة… ويُختبر الإيمان.
 "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
– آل عمران: 54

المراجع ومصادر موثوقة:
وقد تم الاعتماد في إعداد هذا المقال على مجموعة من المراجع والمصادر التاريخية والفكرية والتحليلية الموثوقة، أبرزها:
1. القرآن الكريم.

2. المسيري، عبد الوهاب. اليهود واليهودية والصهيونية: موسوعة مصطلحية. دار الشروق، 1997.

3. الصهيونية: رؤية تحليلية نقدية. دار الشروق، 1999.

4. عمارة، محمد. الإسلام وفلسطين: صفحات منسية من التاريخ. دار الشروق، 2002.

5. الخالدي، وليد. قبل أن يضيع السلام: وثائق الصراع العربي الصهيوني. مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1995.

6. الخالدي، رشيد. القفص الحديدي: قصة الصراع الفلسطيني مع الصهيونية. ترجمة سامي الكيالي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2006.

7. الصليبي، كمال. تاريخ فلسطين الحديثة. دار النهار، 1990.

8. بطاطو، حنا. الفلاحون والعمال في فلسطين تحت الانتداب البريطاني. جامعة بيرزيت، 1987.

9. بابيه، إيلان. التطهير العرقي في فلسطين. ترجمة صالح علي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2009.

10. مصدق، نور الدين. نكبة فلسطين في الرواية الصهيونية: تفكيك السردية. مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2013.

11. فيسك، روبرت. ويلات وطن: حروب الشرق الأوسط. ترجمة أحمد فؤاد بلبع، دار المدى، 2002.

12. قُرم، جورج. المسألة الفلسطينية في خطابات الأمم المتحدة. مركز دراسات الشرق الأوسط، 2011.

13. غليون، برهان. بيان من أجل الديمقراطية. مركز دراسات الوحدة العربية، 1997.

14. درويش، محمود. ذاكرة للنسيان. دار العودة، 1995.

15. لجنة كامبل بنرمان. تقرير لجنة كامبل بنرمان، 1907. مركز دراسات الوحدة العربية.

16. وزارة الخارجية البريطانية. نص وعد بلفور، 1917. الأرشيف الوطني البريطاني.

17. الأمم المتحدة. قرار الجمعية العامة رقم 181، 1947. أرشيف الأمم المتحدة.

18. عصبة الأمم. نص بيان الانتداب البريطاني على فلسطين، 1922. أرشيف عصبة الأمم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.