رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 13 مايو 2025 9:57 ص توقيت القاهرة

المرافق العامة ليست ملك شخص بعينه

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لك يا رب العالمين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيران ثم أما بعد لقد عظمت الشريعة الإسلامية من شأن العمل مهما كان هذا العمل، في المصنع أو في المتجر أو في المستشفى أو في الوزارة أو في السوق أو في بناء العمارات وتشييد المباني أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض، أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، فقد قال لقمان الحكيم لابنه يوما وهو يعظه يا بني، إستعن بالكسب الحلال، فإنه ما إفتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال، رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته وأعظم من هذه الخصال إستخفاف الناس به.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما كان آدم عليه السلام حرّاثا، ونوح نجارا، وإدريس خياطا، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجرا، وداود حدادا، وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام، وعمل صلى الله عليه وسلم أيضا في التجارة، فخرج إلى الشام في تجارة عمه وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فأنها تؤجر عليه، فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه فقال الله تعالى في سورة النحل " من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " وإذا كان العمل بهذه الأهمية والمكانة فإن له آدابا وواجبات ينبغي لكل مسلم أن يلتزم بها وهو يقوم بأي عمل من الأعمال، فعليه إبتداء أن يتقن عمله، وتلك صفة عظيمة في حياة المؤمن. 

لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإتقان في الأعمال، فقد قال "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ أن يدخل فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، ولأن كل عمل يقوم به المسلم بنية العبادة هو عمل مقبول عند الله يجازى عليه سواء أكان عمل دنيا أم آخرة، وإنه من العمل الجيد والبناء أنه ينبغي علينا أن نعلم ونربي أبنائنا علي عدم الرسم على جدران المرافق كالمدارس والجامعات والمستشفيات، وإستعمال الأماكن المخصصة للشواء في المتنزه أو الحديقة، والذهاب بعيدا عن الشوي بجوار الأشجار أو الأعشاب أو الشجيرات السريعة الاشتعال، وعدم العبث بالمقاعد العامة وأماكن القعود، أو النهوض عليها، أو كسرها لأي داع من العوامل. 

وكما يجب تجنب العبث بالأزهار أو قطفها في الحدائق العامة أو المتنزهات، فقد زرعت للإستمتاع بجمالها ورائحتها، وليس لتخريبها، وكما يجب تأسيس منشورات توعوية للحفاظ على المرافق العامة، وعمل محاضرات ثقافية في المدارس والجامعات ووسائل التواصل، للتركيز على ضرورة المرافق العامة وأساليب المحافظة عليها، وكذلك تخصيص خطوط ساخنة للتبليغ عن العابثين بالمرافق العامة، وإن المبتغى من تأسيس المرافق العامة هو تقديم منفعة عامة لأشخاص المجمع سواء كانت معنوية بالأمن، أو عينية كالمياه والكهرباء، وإن المرافق العامة التي تبقى حولنا ليست ملك شخصا بعينه، والدولة والشعب هم الذين يقومون بدفع قيمتها عن طريق أموال يتم خصمها من المرتبات لكل فرد في أول الشهر، فنجد أن هناك نقود شهرية لإستهلاك الماء.

وإستهلاك الكهرباء وذلك ما يجعل هناك قطاع عام، وقطاع خاص بالمرافق العامة هي قطاع عام أي ليست ملك ناحية مختصة في الدولة، فهي ليست ملك لأحد لكن ملك للجميع، فيمكن للجميع إستعمالها بلا إستئذان، ولكن الأكثر أهمية من كل هذا هو مقدرة الدولة على تحديث هذه المرافق على نحو متواصل، لأن تعداد الشعب في إزدياد الأمر الذي يجعل الإستعمال مضاعف لهذه المرافق العامة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.