رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 20 فبراير 2025 6:24 م توقيت القاهرة

المرأة والشعور بالمسؤولية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إنه علي الأم المسلمة بعد أن تحيط بالحلال والحرام ينبغي عليها أن تتعرف على أصول التربية وتنمي معلوماتها بإستمرار، حيث قال الله تعالى " وقل رب زدني علما " فهذا ديننا دين يدعو إلى العلم، فلماذا نحمّل الإسلام قصور تفكيرنا وتخلفنا عن التعلم، ليقال إن الإسلام لا يريد تعليم المرأة وإن الإسلام يكرس جهل المرأة؟ فنقول لا، فإن تاريخنا الإسلامي يزخر بالعالمات من مفسرات ومحدثات وفقيهات وشاعرات وأديبات وكل ذلك حسب هدي الإسلام فلا إختلاط ولا تبجح بإسم العلم والتحصيل، فالعلم حصانة عن التردي.
والإنحراف وراء تيارات قد تبهر أضواؤها من لا تعرف السبيل الحق، فتنجرف إلى الهاوية بإسم التجديد والتحضر الزائف، والتعليم اللازم للمرأة، تفقها وأساليب دعوية، مبثوث في الكتاب والسنة، ومما تحتاج إليه المرأة في أمور حياتها ليس مجاله التعلم في المدارس فحسب، وإنما يمكن تحصيله بكل الطرق المشروعة في المساجد وفي البيوت وعن طريق الجيران، وفي الزيارات المختلفة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يفهمونهم؟ ما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم، وليتعلمن أقوام من جيرانهم ويتعظون أو لأعاجلنهم بالعقوبة، ولا بد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل.
في توجيههم كسلا أو تسويفا أو لا مبالاة، فلنجنب أنفسنا وأهلينا ما يستوجب النار، فالمحاسبة عسيرة، والهول جسيم، وجهنم تقول هل من مزيد؟ وما علينا إلا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر " ولن ينجي المرأة أنها ربت إبنها لكونها طاهية طعامه وغاسلة ثيابه إذ لا بد من إحسان التنشئة ولا بد من تربية أبنائها على عقيدة سليمة وتوحيد صاف وعبادة مستقيمة وأخلاق سوية وعلم نافع، ولتسأل الأم نفسها كم من الوقت خصصت لمتابعة أولادها؟ وكم حبتهم من جميل رعايتها، ورحابة صدرها، وحسن توجيهاتها؟ علما بأن النصائح لن تجدي إن لم تكن الأم قدوة حسنة، فيجب أن لا يدعي الابن لمكرمة، والأم تعمل بخلافها وإلا فكيف تطلب منه لسانا عفيفا.
وهو لا يسمع إلا الشتائم والكلمات النابية تنهال عليه؟ وكيف تطلب منه إحترام الوقت، وهي أي أمه تمضي معظم وقتها في إرتياد الأسواق والثرثرة في الهاتف أو خلال الزيارات وغير ذلك؟ فيا أيتها المرأة إن إبنك وديعة في يديكي فعليكي رعايتها، وتقدير المسؤولية، فأنتي صاحبة رسالة ستسألين عنها، أما متى نبدأ بتوجيه الصغير؟ فذلك إذا أحس الطفل بالقبيح وتجنبه، وخاف أن يظهر منه أو فيه، فهذا يعني أن نفسه أصبحت مستعدة للتأديب صالحة للعناية ولهذا يجب أن لا تهمل أو تترك بل يكون التوجيه المناسب للحدث بلا مبالغة، وإلا فقد التوجيه قيمته، وفي كل تصرف من تصرفات المربية وكل كلمة من كلماتها عليها أن تراقب ربها وتحاسب نفـسها لئلا تفوتها الحكمة والموعظة الحسنة.
وأن تراعي خصائص النمو في الفترة التي يمر فيها إبنها، فلا تعامله وهو شاب كما كان يعامل في الطفولة لئلا يتعرض للإنحراف، وحتى لا توقع أخطاء التربية أبناءنا في متاهات المبادئ في المستقبل يتخبطون بين اللهو والتفاهة، أو الشطط والغلو وما ذاك إلا للبعد عن التربية الرشيدة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف، لذلك كان تأكيدنا على تنمية معلومات المرأة التربوية لتتمكن من معرفة لماذا توجه إبنها ومتى توجهه؟ وما الطريقة المثلى لذلك؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.