رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 18 مايو 2025 1:07 ص توقيت القاهرة

المدينة النبوية أرض الدين والدولة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين سبحانه وتعالي فسبحان الذي في السماء عرشه وسبحان الذي في الأرض حكمه وسبحان الذي في القبر قضائه وسبحان الذي قي البحر سبيله وسبحانه في النار سلطانه وسبحان الذي في الجنة رحمته وسبحان الذي في القيامة عدله، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شهادة من قال ربى الله ثم إستقام تقرب لعباده برأفته ورحمته، ونور قلوب عباده بهدايته، فسبحان من ملأ الوجود أدلة ليلوح ما اخفي بما أبداه، وسبحان من ظهر الجميع بنوره فيه يرى أشياء من صفاه، وسبحان من أحيا قلوب عباده بلوائح من فيض نور هداه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، والله ما في الخلق مثل محمدا في الفضل والجود والأخلاق، فهو النبي الهاشمي المصطفى من خيرة الأنساب من عدنان.
لو حاول الشعراء وصف محمد وأتو بأشعار من الأوزان، ماذا يقول الواصفون لأحمد بعد الذي جاء في القرآن، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد لقد كان من أسباب نجاح الهجرة النبوية المباركة هو التخطيط المنظم الدقيق من رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذا التخطيط الدقيق الذي جعل من المدينة النبوية أرض الدين والدولة، منها سيشع نور الإسلام على الكون كله، ولقد كانت الهجرة النبوية المباركة مدرسة تعلم الصبر والتوكل على الله تعالى، فلم تكن طلبا للراحة، ولا هربا من العدو، بل كانت تحملا لمشاق الدعوة وأعبائها، وفوق هذا وذاك كانت بأمر من الله تعالى في وقت أشد ما تكون البشرية في ذلك الزمن إلى هدى الإسلام ونوره، حيث أرسل الله عز وجل.
نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم إلى البشرية وهي أحوج ما تكون إلى دعوته الغرّاء، دعوة الإسلام دين الحنيفية السمحاء، وذلك بعد أن أصبح الكثير من الناس في ظلمات الشرك والجهل والكفر، فأرسل الله عبده ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هادما للأصنام، داعيا إلى توحيد الله عز وجل داعيا إلى مكارم الأخلاق، فجاء نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم داعيا الناس إلى العفاف والطهر، والخلق الكريم والإستقامة، وصلة الأرحام وحسن الجوار، والكف عن المظالم والمحارم، ويدعوهم إلى التحاكم إلى الكتاب العزيز، لا إلى الكهان وأمر الجاهلية، وكسب المال من وجوه الحلال، وإنفاقه في الطرق المشروعة والمباحة، وجعل الناس كلهم أمام شريعة الله سواء، يتفاضلون بالتقوى، ولقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى هذا المعنى العظيم، وقام بهذا الواجب الكبير.
فدعا إلى دين قويم يرقى به الإنسان إلى أعلى المنازل، ويسعد به في الآخرة سعادة أبدية في النعيم المقيم، فاستجابت له القلة المؤمنة المستضعفة في مكة، فسامهم المشركون سوء العذاب، واشتد الكرب في مكة، وضيق الخناق على المسلمين المستضعفين، ولقد ائتمر المشركون بمكة على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وباتوا عند بابه ليضربوه ضربة رجل واحد، فخرج عليه الصلاة والسلام عليهم وهو يتلو صدر سورة "يس" وذرّ على رؤوسهم التراب، وأخذ الله أبصارهم عنه فلم يروه، وأخذهم النعاس، ولقد لجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى غار ثور، ومكثا فيه ثلاثة أيام، حتى هدأَ الطلب، وفتشت قريش في كل وجه، وتتبعوا الأثر، حتى وقفوا على الغار، فقال أبو بكر يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا، فقال " يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟" أي إن الله تعالى مطلع علينا لا تخفى عليه خافية، ثم يمما نحو المدينة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.