رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 15 أبريل 2025 12:32 م توقيت القاهرة

المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد يخبرنا الله سبحانه وتعالى أن شريعتنا ليس فيها تشريع لغير الله تعالى فقال سبحانه "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" وأنه ليس فيها إتباع لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد فيها حق تحليل وتحريم إلا لله تعالى. 

وإلا لما بلغه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسنا غيرنا ممن ذكر الله عز وجل في القرآن فقال سبحانه "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" وإن وحدتنا هي وحدة الإيمان آصرتنا آصرة الإسلام حيث قال الله تعالى "إنما المؤمنون إخوة" ويقول الحق سبحانه وتعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، عن تلاحمنا فيقول صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " والله سبحانه وتعالى، يخاطبنا خطاب الأمة الواحدة فيقول سبحانه "وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" وهكذا نجد أن هذه المعاني كلها هي التي ينبغي أن نعرف بها أنفسنا، ونحن أعظم ونحن أفضل. 

ونحن أخيّر من كل من في هذه الأرض، نعلم ذلك وإن فقدنا شيئا من أسباب المادة وإن فقدنا كثيرا من أسباب القوة، فإن قوة الحق واليقين وقوة الاعتصام بالكتاب والسنة وقوة الالتجاء بالله سبحانه وتعالى، هى أعظم من كل ذلك، وإن الفرق بين الجهاد والإرهاب، هو أن الجهاد في سبيل الله من أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله، ونصر دينه، ونصر عباده المؤمنين، وقمع الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله، ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه أيضا من إخراج العباد من ظلمات الشرك إلى أنوار التوحيد، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام، وغير ذلك من المصالح التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين، وقد قال ابن القيم رحمه الله " والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب.
 

وإما باللسان، وإما بالمال، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " والجهاد منه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، والدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة، فيجب بغاية ما يمكن " وقال العز بن عبدالسلام رحمه الله " لما بذل الشهداء أنفسهم من أجل الله، أبدلهم الله حياة خيرا من حياتهم التي بذلوها، وجعلهم جيرانه، يبيتون تحت عرشه، ويسرحون من الجنة حيث شاءوا، لما ان قطعت آثارهم من السروح في الدنيا " وقد قال ابن دقيق العيد رحمه الله " الجهاد أفضل الأعمال، لأنه وسيلة إلى إعلان الدين ونشره، وإخماد الكفر ودحضه، ففضيلته بحسب فضيلة ذلك والله أعلم" وليعلم أن الفضل الوارد في القرآن الكريم وفى السنه النبوية الشريفة، لا يكون إلا لمن قاتل لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.