رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 10 مايو 2025 10:25 م توقيت القاهرة

القيام بالعمل وسائر العبادات على أكمل وجه.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد لقد أمرنا الله تعالي ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم بالسعي والعمل، ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة" ويقول أيضا رضي الله عنه "أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني" فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة، ومن آداب العمل في الإسلام أن يكون العامل قويا أمينا، والقوة تتحقق بأن يكون عالما بالعمل الذي يسند إليه، وقادرا على القيام به، وأن يكون أمينا على ما تحت يده.
حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة القصص "إن خير من استأجرت القوي الأمين " وأن يكون العامل بعيدا عن الغش والتحايل، فالغش ليس من صفات المؤمنين، حيث يقول النبي صلي الله عليه وسلم " من غش فليس مني " رواه مسلم وأبو داود والترمذي، وإن من بين السلبيات التي تجعل حضارة المجتمع في تراجع، الخيانة في العمل وعدم الوفاء بأمانة العمل، إما عن طريق أن يوسد العمل إلي غير أهله، وإما بإهدار المال العام، وكلاهما أبشع أنواع الخطر على تقدم المجتمع وحضارته، أما توسيد العمل إلى غير أهله، فيترتب عليه خلخلة المؤسسة أو الإدارة، وعدم إستقرارها وثباتها، وفي التأكيد على المحافظة على الإستقرار، كان توجيه الإسلام واضحا في بيان أن الأمر إذا وسد إلي غير أهله فلننتظر الساعة، كناية عن إنتهاء الحياة والإستقرار.
وعندما سئل الرسول صلي الله عليه وسلم عن الساعة، وقال له رجل متى الساعة؟ قال " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال وكيف إضاعتها؟ قال إذا وسدّ الأمر لغير أهله فأنتظر الساعة " رواه البخاري، وأما إهدار المال العام فإنه يتمثل في صور كثيرة من سوء إستخدام صلاحيات البعض، ومن عدم مراقبة الله تعالى فيما يعمل وفيما يأخذ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول" وفي رواية أخرى " من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة " رواه أحمد، ومن الآداب والواجبات على العامل المسلم الإلتزام بالمواعيد، والنصح لصاحب العمل، وتحري الحلال، والبعد عن الأعمال المحرمة، ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد خارج عمله عن أمور.
تعتبر من أسرار العمل، وعليه أن يلتزم بقوانين العمل، ويجب على العامل أيضا أن يحافظ على أداء الصلوات وإيتاء الزكاة، والقيام بسائر العبادات على أكمل وأحسن وجه، بل إن ذلك من أسباب الحصول على الرزق والتوسعة فيه، فقال الله تعالى " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعافية للتقوي " ونحن نعمل ولكن بالألسنة اللاهبة، ذاك عمل هذه الأجيال ومضت علينا أزمان وعملنا الذي نعمله بأيدينا ليس على المستوى المنشود، ومنذ عشرات السنين سمعنا مجرد سماع وقلنا مجرد قول ما تناقلته الإذاعات في سابق الأيام " دقت ساعة العمل" فهل سمعها أهل البطالة؟ ونرجو أن نرى للشباب في مجال العمل وجها مشرفا ونسمع لهم ولحراكهم صوتا مدويّا، ونرجو لهم أن يقودوا ثورة العمل لا ثورة الكلام.
وأن يتجمعوا لمليونيات الإنتاج لا مليونيات الإزعاج والتخريب حتى تدور المصانع المتوقفة وليرفع الله تعالي عن الأمة البلاء ويعم الرخاء ويزيد العطاء، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا قريب سميع مجيب الدعوات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.