رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 18 أبريل 2025 1:06 م توقيت القاهرة

العبث بأمن الناس وأمن المجتمع.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله " وإنك لعلي خلق عظيم " وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد إن من الوسائل التي تؤدي إلي النجاح وإلي العداله في المجتمع هو القضاء والحدود، فالعقاب العادل هو الوسيلة الوحيدة التي تردع من شب على الجريمة ولا سبيل لإصلاحه إلا بمعاقبته العقاب الذي يستحقه، ولهذا اهتم الإسلام بالقضاء وأعطيت هذه المهمة إلى الحاكم أو الوالى.
فهو المسؤول عن القضاء فقد كان الخلفاء الراشدون هم الذين يفصلون في القضايا إضافة إلى وظيفتهم الأساسية في إدارة الدولة، وذلك لحساسية هذه المهمة لأنها تتعلق بتثبيت الحق من خلال معاقبة المسيء والإحسان إلى المحسن، وقد وضع الإسلام حدودا لمواجهة الأشرار رأفة منه بالمجتمع الذي تهدده الجريمة إذا لم يستخدم أساليب الرد، ويأتي دور القضاء بعد إستنفاذ كل الوسائل والطرق في مكافحة الجريمة، بعد إستنفاذ وسيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعجز المجتمع عن إستئصال الجريمة بالطرق السلمية، فكان لابد من اللجوء إلى آخر الدواء وهو القضاء ليحكم القاضي بحكم الله تعالي ويصدر حكما رادعا يرتدع منه المنحرف ويمنعه عن مواصلة إنحرافه.
ويمنع من تسول له نفسه العبث بأمن الناس وأمن المجتمع، إذن الأمن الإجتماعي بحاجة إلى العصا الغليظة أيضا كما هو بحاجة إلى الكلمة الطيبة، فلولا الصرامة التي تواجه بها اللصوص لواصلوا تطاولهم على أموال الناس وممتلكاتهم، ولكي تصبح القوة إشارة رادعة تمنع الآخرين من ممارسة اللصوصية، وهكذا نجد أن مساحة الأمن الإجتماعي هي مساحة كبيرة تشمل مختلف الأساليب والطرق والآليات فكل ما يؤثر في الأمن يؤخذ بنظر الإعتبار عند المخططين للأمن الإجتماعي، وتقوم بمساعدة القضاء أجهزة أمنية تسهر على راحة المواطنين فهي تؤدي دورا كبيرا فهي العين الحارسة على مصالح الناس وأرواحهم وهي تنشط عندما تجد ثغرة أو إنحرافا فتُسارع في التدخل وإتخاذ الأجراء اللازم.
ويُشكل وجود هذه الأجهزة قوة رد تمنع الأشرار من العبث بمقدرات الناس، فإذا كان الإنسان يريد أن يقيم شرع الله تعالى ولم يجد في بلاده التي نشأ فيها من يعينه على الطاعة وعلى عبادة الله سبحانه وتعالى فإنه يخرج منها، فإن الضرورات الخمس التي إتفق عليها كل أصحاب الملل والديانات هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال، فحفظ الدين مقدم على كل شيء، فلما تعارض حفظ الدين مع حفظ النفس هاجر رسول الله عليه الصلاة والسلام وهاجر أصحابه رضي الله عنهم مع محبتهم الشديدة لمكة ولهذا كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه " اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة "
وكان عليه الصلاة والسلام إذا رأى دور المدينة وجنباتها أسرع الخطى، وهذا من شدة محبته لبلده المدينة التي هي البلد الثاني التي أحبها النبي صلى الله عليه وسلم ومات فيها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.