رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 6 أغسطس 2025 4:58 م توقيت القاهرة

الشخصية الخلاقة والمبدعة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره إقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين إصطفى، وبعد إن الفرد المبدع لا يمكن أن يكون منقادا لأنه إنسان قوي الشخصية متمرد في أغلب الأحيان على القيود الحديدية وعلى المعايير النمطية الجامدة للجماعة، لذا قد يتسم بعدم النظامية وتجاوز المقررات وإن كان في الواقع لا يريدها أو يهتم لتغييرها إلا أن روحه المتطلعة وتفكيره المتفوق يحدوان به إلى الأسبقية في كل شيء وحقا أن الفرد المبدع قد تضيعه اللوائح الجامدة والعلاقات الروتينية الصلبة، والإنصاف أن كلا النمطين من الأفراد صاحب حق في مجاله لأن الإداري يهتم للمزيد من النظام والتسلسل المنطقي في العمل وهذا قد يخربه المبدع في تحرره ولكن في نفس الوقت فإن تقييد المبدع بروتين وقواعد إدارية مغلقة قد تكبت فيه المزيد من الطاقات والتطلعات.
وهذا خسارة للجميع، ولعل أفضل طريقة للجمع بين الأمرين هو تحرير الطاقات المبدعة في أعمال أكثر تحررا وإنفتاحا من الأعمال والوظائف التي تقوم على قواعد العمل ونظام الإدارة فإن في هذا تسوية للمشاكل مع الأفراد الإداريين الذين إعتادوا على النمطية في إنجاز الأدوار، في نفس الوقت كسب المزيد من الإمكانات والفوائد التي يعود عليها الفرد المبدع إلى العمل، وكذلك القدرة العالية على تفهم المشكلات ومناقشتها بسعة صدر والتعامل معها بإيجابية وحكمة فلا تعود الأزمات المستعصية على المبدعين بالإحباط أو الشعور بالفشل والنقص في أغلب الأحيان، بخلاف الكثير من الأفراد الذين تزيدهم صلابة الأزمات تراجعا ونكوصا إلى الوراء أو شعورا شديدا بالإحباط فينهزمون في ذواتهم أولا ثم أمام خصومهم ومنافسيهم، بينما التطلع إلى الإصلاح وتغيير الأوضاع.
تفجر طاقات المبدعين فتجعلهم أكثر تفكيرا وتخطيطا للمعالجة، وطبعا فإن الذين يقودون أممهم إلى التحرير ويضعون جماعاتهم في القمم هم المبدعون لما لهم من وعي وإدراك وإحساس مرهف وحماس متدفق يؤرقهم من وطأة المشاكل وإنعكاساتها لذا فإنهم يشعرون وكأنهم هم المسؤولون عن حلها ونظرا لما يملكه المبدع من ثقة وإلتزام في حل المشكلات حتى ولو إستلزم ذلك خسارة له، فإنه سيكون مساهما حقيقيا في الحلول، وكما أن من صفات الشخص المبدع هو وضوح الرؤية وصلابة الموقف وثبات القدم، حيث أن الشخصيات المبدعة تنظر إلى الزمن كمورد إنتاجي يجب إستثماره في تحقيق المزيد من الفتوحات والإنتصارات وتنظر دائما إلى الأمام للسبق والتقدم ولا تجعل للماضي أو الحاضر قيودا عليها، وإن بعض الأفراد يعيش في قيود الماضي وأزماته.
وآخرون يعيشون في قيود الحاضر وأزماته فينشغلوا في هموم اليوم متناسين آمال الغد وهذا خطأ كبير يعود عليهم بالفشل في آخر المطاف وكم من الأفراد المهمين الذين شعروا بمرارة الندم على فترات مهمة من حياتهم مرت، كان فيها المزيد من الفرص الثمينة لم يستثمروها وإنشغلوا بالهوامش وتوافه الأمور ولكن الندم بعد فوات الأوان لا ينفع ولا يعود عليهم بالفرج من جديد بينما الأفراد المبدعون ينظرون دائما إلى الأمام ويعيشون الأولويات القصوى فيمسكون بها ومن بعد ذلك تحظى الأمور الأخرى ببعض العناية، وأنت ترى أن مجمل هذه الصفات وغيرها تصوغ الشخصية الخلاقة والمبدعة القادرة على المساهمة في التطوير والرقي ولعل شخصا واحدا مبدع ينفع المؤسسة ويساهم مساهمة فعالة في إيصالها إلى النجاح كما أن إنعدامه قد يصيبها في الفشل خصوصا في أوقات الأزمة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.