رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 14 مايو 2025 10:13 م توقيت القاهرة

الدفاع عن حرمات الآمنين

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، والحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وحبيبه أما بعد روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم " من يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا، فهو فى سبيل الله " وقد أخبر الله سبحانه وتعالى.

أنه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم " ومن أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي هلم" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة " وقد ذكر ابن ماجه عنه صلى الله عليه وسلم قال " من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في غرمه، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله" فالجهاد بالمال معناه أن تدفع مالا يتسعين به المجاهدون في سبيل الله، في نفقتهم ونفقة عيالهم وفي شراء الأسلحة وغيرها من معدات الجهاد، وفي ذلك فضل عظيم، لأن الله ذكره في القرآن الكريم مقدما على الجهاد بالنفس مما يدل على أهميته ومكانته عند الله تعالى.

والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وإن الإرهاب يختلف عن الجهاد اختلافا جوهريا في كل شيء، في حقيقته ومفهومه، وأسبابه، وأقسامه، وثمراته ومقاصده، وحكمه شرعا، هو أن الإرهاب بمعنى العدوان، وهو ترويع الآمنين وتدمير مصالحهم، ومقومات حياتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم، وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية بغيا وإفسادا في الأرض، وأما عن الجهاد، فهو يهدف إلى الدفاع عن حرمات الآمنين، أنفسهم وأموالهم، وأعراضهم وإلى توفير وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم، وإنقاذ المضطهدين وتحرير أوطانهم وبلدانهم من براثن قوى الاحتلال، وإن الإرهاب كلمة مقصورة محصورة في الإقدام على القتل والتخويف، والخطف والتخريب، والسلب والغصب، والزعزعة والترويع.

والسعي في الأرض بالفساد، فالإرهاب إزهاق للأرواح المعصومة، وإراقة للدماء المحترمة، من غير سبب مشروع، وإن الإرهاب لا يعرف وطنا ولا جنسا، ولا دينا ولا مذهبا، ولا زمانا ولا مكانا، وإن المشاعر كلها تلتقي على رفضه واستنكاره، والبراءة منه ومن أصحابه، فهو علامة شذوذ، ودليل انفراد وانعزالية، فإن هذا إبراز لصورته الكالحة، وآثاره المدمرة، والتأييد العالمي، والتكتل الدولي مطلوب من أجل مكافحته، فيجب على كل عاقل بغض النظر عن جنسيته أو ديانته، أو لونه أو هويته، أن يعلن الحرب على الإرهاب الغاشم الظالم، والمسلم حين يُدين الإرهاب، فإنه لا يستمد موقفه هذا وإدانته تلك من إعلام الإثارة والتهويل، ولكنه إدانة من مسلم منطلق من إسلامه الذي يمنع قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.