رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 28 ديسمبر 2024 4:51 ص توقيت القاهرة

الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إعلموا جيدا أن الأسرة هي اللبنة الأولي في صرح الأمة المسلمة، والأسرة هي الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب إستقرار وتطور المجتمع، وإذا كانت هذه الأُسرة صلبة متماسكة، فلا بد أن يكون المجتمع المتكون منها صلبا متماسكا كذلك ولو نظرنا يمينا وشمالا وسمعنا الأخبار لوجدنا أن هناك كثيرا من المآسي حاصلة في المجتمع بسبب الإنحرافات الموجودة في الأسر وما المجتمع إلا أسر.

 

فإذا صلحت الأسر صلح المجتمع، وإذا فسدت الأسر فسد المجتمع، فإذا أردت أن تقف علي أمراض الأمة، فأنظر إلى أمراض الأسرة، وإذا أردت أن تقف علي الخلل الموجود في الأمة، فأنظر إلى الخلل الموجود في الأسرة، والله إن الحق معنا والباطل مع غيرنا، لكننا إلى الآن لم نحسن أن نشهد لهذا الحق شهاده عملية علي أرض الواقع، والباطل مع غيرنا ولكنهم للأسف أحسنوا أن يلبسوا الباطل ثوب الحق، ويصل بالباطل إلى مكانة الحق، وحين إذن ينزوي الحق ويضعف ويكبر الباطل وينتفخ، فلتكن شهادتنا للحق شهادة عملية من الأسرة، ومن البيت، لذلك يا اخى ادرك أهلك قبل أن يحترقوا، وقال مجاهد أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم، وهو إقتداء بأنبياء الله الكرام.

 

وقال قتادة بأن الله تعالي يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليهم بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت معصية ردعتهم، وزجرتهم عنها، وحق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم عنه كما في ابن كثير، وقال علي رضي الله عنه علموهم وأدبوهم، والمسئولية هى تأديب الولد منذ نعومة أظفاره على إلتزام آداب إجتماعية فاضلة، وأصول نفسية نبيلة تنبع من العقيدة الإسلامية، والشعور الإيماني العميق، ليظهر الولد في المجتمع على خير ما يظهر من حسن التعامل، والأدب والاتزان والعقل الناضج، والتصرف الحكيم، وقد يقوم بالتربية في المنزل رجل فاضل صالح، وأم صالحة كريمة، ولكن يخرج ابن فاسق فاجر منحرف، فنقول له ما عليك إلا هداية الدلالة غرست فيه الصحيح. 

 

أما هداية التوفيق فهي من عند الله عزوجل، ولوكانت هداية التوفيق بيدنا لإستطاع نبي الله نوح عليه السلام أن يهدي ابنه، ولإستطاع الخليل إبراهيم عليه السلام أن يهدي أباه، ولإستطاع نبي الله لوط عليه السلام أن يهدي زوجته، والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن يهدي عمه "أبا طالب" فما عليك إلا إن تغرس الغرس الصحيح، والتوفيق من عند الله عز وجل، فالأسرة التي تربي أبناءها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين، إنما هي تقوم ببناء المجتمع، أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة إجتماعية سليمة، إنما هي تهدم المجتمع.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.