كتب ضاحى عمار
وسط أجواء مفعمة بالمحبة والعطاء، شهدت مستشفى 57357 زيارة إنسانية نظّمها الاتحاد الشبابي لدعم مصر – السويس، في خطوة تؤكد على الدور الفعّال للشباب في دعم المجتمع والمساهمة في رسم البسمة على وجوه الأطفال المرضى. جاءت هذه المبادرة تحت رعاية وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، وبتوجيه مباشر من رئيس الاتحاد المهندس فتحي شومان، في إطار المسؤولية الاجتماعية للاتحاد، وحرصه على دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
الزيارة، التي جاءت بالتنسيق مع إدارة العلاقات العامة بمستشفى 57357 بقيادة الأستاذ محمد مختار والأستاذ محمد المصري، كانت تجسيدًا حقيقيًا لروح العطاء والتكافل. شارك فيها عدد من قيادات وأعضاء الاتحاد، من بينهم القائدة ندى صابر، منسق عام المحافظة، القائد محمد أحمد، رئيس لجنة التنظيم، والقائد محمد إبراهيم، رئيس لجنة الجرافيك ديزاين، إلى جانب نخبة من الشباب المتطوعين الذين لم يدخروا جهدًا في تقديم الدعم المعنوي للأطفال وذويهم.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا مدى التأثر والانخراط العاطفي من قبل الوفد الزائر، حيث حرص الأعضاء على التفاعل مع الأطفال، وإضفاء جو من المرح والفرح عبر توزيع الهدايا وتنظيم أنشطة ترفيهية أخرجت المرضى الصغار من روتينهم العلاجي الصعب. ولم يقتصر الدعم على الجانب النفسي فقط، بل شمل تبرعًا ماديًا قدمه الاتحاد لدعم المستشفى، والمساهمة في توفير الرعاية الطبية اللازمة للأطفال المرضى، وهو ما يعكس التزام الاتحاد بمبادئ التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي الفعّال
رسائل تؤكد أهمية العطاء والتكافل
وفي تعليق له على الزيارة، أكد المهندس فتحي شومان، رئيس الاتحاد الشبابي لدعم مصر، أن هذا النوع من المبادرات لا يقل أهمية عن أي عمل تنموي آخر، قائلًا: دعم الأطفال المرضى، ولو بكلمة طيبة، هو واجب إنساني قبل أن يكون عملاً تطوعيًا. نؤمن بأن الشباب هم عماد المستقبل، وأن دورهم لا يقتصر على تطوير الذات، بل يمتد ليشمل خدمة المجتمع ومد يد العون لمن يحتاج. كما أشار إلى أن الاتحاد يسعى لتكرار هذه المبادرات بصفة مستمرة،
وأكدت الأستاذة شمس مكاوي، المسؤولة بالاتحاد، أن هذه الزيارة ليست مجرد حدث عابر، بل هي جزء من استراتيجية الاتحاد لتعزيز ثقافة العطاء لدى الشباب، قائلة: "نحن نعمل على تأصيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى الأعضاء، ونشجعهم على أن يكونوا جزءًا من الحلول التي يحتاجها مجتمعنا، وليس مجرد متفرجين على المشكلات. وأضافت أن التبرعات والدعم النفسي للأطفال المرضى يسهمان في تحسين حالتهم المعنوية، مما يساعد في رحلتهم العلاجية الشاقة.
الزيارة لم تكن مجرد لفتة إنسانية، بل حملت في طياتها رسائل أعمق حول الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الشباب في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. فوجودهم في مثل هذه الأماكن يعكس مدى وعيهم بأهمية العطاء، كما يفتح الباب أمام مزيد من المبادرات التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في حياة المحتاجين.
وتعليقًا على ذلك، أكد عدد من المشاركين أن التطوع في الأعمال الخيرية يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية للشباب المصري، حيث شدد القائد محمد شلبي، أحد المتطوعين في الزيارة، على أن رؤية ابتسامة طفل يعاني من المرض تعطي شعورًا لا يضاهى، وتدفع الشباب لمزيد من العطاء. كما أضاف أن الاتحاد سيواصل تنظيم زيارات مماثلة لمستشفيات ودور أيتام أخرى، بهدف خلق تأثير مستدام في المجتمع
الاتحاد الشبابي لدعم مصر لا يرى هذه الزيارة كنقطة نهاية، بل كبداية لسلسلة من المبادرات الإنسانية التي تهدف إلى مد يد العون لكل محتاج. ويؤكد القائمون على الاتحاد أنهم يسعون إلى إشراك عدد أكبر من الشباب في هذه الفعاليات، بهدف ترسيخ قيم التكافل والتضامن الاجتماعي، وتفعيل الدور المجتمعي للشباب بشكل عملي.
وفي ظل التحديات التي يواجهها المجتمع المصري، تبقى مثل هذه المبادرات دليلًا على أن الشباب قادرون على إحداث تغيير حقيقي، وأن روح العطاء ما زالت حاضرة بقوة. فالتطوع ليس مجرد فعل وقتي، بل هو ثقافة يجب أن تتغلغل في المجتمع، لتصبح جزءًا من الهوية المصرية التي لطالما تميزت بالعطاء والكرم.
وفي ختام الزيارة، وجّه الاتحاد الشبابي لدعم مصر رسالة إلى جميع الشباب المصري، يدعوهم فيها إلى المشاركة في مثل هذه المبادرات، وعدم الاكتفاء بدور المتفرج. فكل مساهمة، مهما كانت بسيطة، يمكن أن تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة شخص آخر. ومع تصاعد أهمية العمل التطوعي في مختلف أنحاء العالم، تظل مثل هذه المبادرات نموذجًا يُحتذى به في كيفية توظيف طاقة الشباب لخدمة المجتمع، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا وإنسانية للجميع
إضافة تعليق جديد