بقلم عبير مدين
ما زال الحديث مستمرا عن موضوع السفينة كاثرين فحتى بعد أن نفى المتحدث العسكري الموضوع تلاحظ وجود نسبة ليست بالبسيطة تشكك في مصداقية التكذيب والموضوع بالمنطق ليه السفينة بعد رفض الموانئ الدولية الأخرى دخلت ميناء الإسكندرية ولم تتوجه لإسرائيل وهي كانت على بعد أميال بحرية قليلة منها؟ وأمام اتهامات النشطاء السياسيين وتلاسن البعض منهم ناشدت المسؤولين في الدولة المصرية أن يسارعوا بنفي الخبر انقاذا لإسم مصر وجاءت استجابة المتحدث العسكري المصري سريعة باعتبار الأمر مجرد شائعة.
وكعادة المنظمات الدولية سارعت احداهن بتأكيد صحة التقارير واعتبار الموضوع خرقا للمعاهدات الدولية! وهنا ايضا يحضرني سؤال منذ متى وهذه المنظمات الدولية لا تغض الطرف عن الممارسات الإسرائيلية الدمويـة في المنطقة؟! وأين كان اللوبي الصهيوني وقت إدانة هذه المنظمة الدولية لمصر؟!
أعود لنقطة نفي المتحدث العسكري لصحة التقرير والحقيقة أن عدد من الأجهزة الرقابية المختصة قامت بالنفي أيضا لكن هناك من شكك في بيانات الدولة المصرية وهنا طرح البعض سؤالا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما الذي جعل هؤلاء يفقدون الثقة في تقارير وبيانات الدولة لهذا الحد؟!
إجابتني عدم وجود كيانات وأحزاب معارضة رسمية في الدولة ولها تمثيل قوي في البرلمان وعدم فهم نواب البرلمان لدورهم واعتبار ما يقومون به من خدمات لأبناء دوائرهم هو واجبهم! للأسف لا يوجد فهم جيد لدور النائب البرلماني ونائب المجالس المحلية الغير موجود على الساحة السياسية المصرية هذا الخلط وعدم الفهم يأخذ الدولة مع الوقت من النظام الديموقراطي المنشود إلى نظام ديكتاتوري لا رقيب له ولا حسيب؛ كونك محبا ومواليا للنظام الحاكم سواء هذا النظام أو نظام سابق له أو ما سوف يستجد من النظم الحاكمة في المستقبل فإن أكبر جريمة ترتكبها في حقه وحق البلد هو محاولتك تكميم فم المعارضة وعدم الاستماع إليها والأخذ برأيها في عين الإعتبار واتهامها بالعمالة والخيانة انت تصبح مثل الدبة التي قتلت صاحبها فلو كان النظام الحاكم استمع لأصوات المعارضين لمبدأ الاقتراض، ولإقامة بعض المشروعات في الوقت الحالي، ولفتح الباب على مصراعيه أمام اللاجئين دون دراسة حتى أصبحنا مثل اوتوبيس النقل العام(ساعوا بعضكم يا حضرات) الاوتوبيس الآن لا ننكر أنه يسير لكن يسير مائلا على جنبه يوشك أن ينقلب اذا شاء حظه العسر أن يمر بمطب أو حفرة صغيرة، أو أن يقوم بعض المندسين في الزحام بإثارة مشكلة ما أو افساده في ظل عدم وجود رقابة
لقد خلق الله لكل عضو من أعضاء الحواس زوجا حتى إذا تعطل واحدا قام الآخر بالعمل هكذا المعارضة في حياة الأمم التي تريد التقدم؛ انت نفسك عزيزي الموالي للنظام في حياتك الخاصة لو اردت القيام بأمر ما أو قضاء مصلحة مهما بلغت حكمتك وسعة افقك تجد نفسك تشاور أحد ما فإما أن يؤيد رأيك وإما أن يعارضك وربما نبهك لأمر غفلت عنه قد يفسد العمل ويضيع تعبك على الأرض!
هذا في حياتك الخاصة وفي محيط أسرتك وعائلتك فما بالك إن كان هذا الأمر يتعلق بالبلد بأمنه، مصالحها، مستقبلها وملايين تتعلق في رقبتك مصائرهم متعلقه بقراراتك سوف تحاسب عنهم يوم الحساب؛ سوف تحاسب عن مريض له يجد دواء وعن جائع وعن من لم يجد مأوى، سوف تحاسب عن من صعبت عليهم الحلال فسلكوا دروب الحرام فلن يتحملوا الوزر وحدهم.
المنصب وبال على طالبه والكرسي الجحيم أسفله.
إضافة تعليق جديد