رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 13 مايو 2025 11:52 م توقيت القاهرة

إياكم والمفهوم البدعي الضيق.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن حكم الإسلام بالإحتفالات بالمولد النبوي الشريف، حيث قال الله سبحانه وتعالى "اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله عزوجل فان قال أنه مصدق بها لزمه أن يقول أن المولد ليس بعبادة ويكون أقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل، ونقول له أيضا كأنك مستدرك على الله تعالي وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول صلي الله عليه وسلم.
فإن قال أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى، وأن الممارس لهذا الأمر والمقصود بدعة المولد كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة و العياذ بالله لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله تعالي، وقال الإمام مالك رحمه الله " من إبتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا" وأن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي.
وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها لأن الله تعالي أعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا أخرى للعبادة وأن ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير، وأن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وإتباعه ظاهرا وباطنا وإختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لايتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لأن الذي يمارسون هذه البدعة يقولون أن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته.
ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول الله، لان محبة الله والرسول تكون بإتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" فالذي يجعل المحبة بإقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله تعالي التي تقول أن المحبة الصحيحة تكون بإتباعه صلى الله عليه وسلم، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم وبهذا يعلم أنه "ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة" وأن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لشريعة النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومن تشبه بقوم فهو منهم "
وكما أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والإحترام لأن فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم أنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبآءهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.