رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 فبراير 2025 4:21 م توقيت القاهرة

إن أهم أموركم عندي الصلاة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله الذي لم يستفتح بأفضل من إسمه كلام، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام، الحمد لله أجزل عطاه، وأسبغ نعماه، والحمد لله لا يحمد حقا إلا الله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه وعطاياه، والشكر له على ما أفاض من الخير وأسداه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا رب غيره، ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، ونبيه وصفيه ونجيه، ووليه ورضيه ومجتباه، صلوات الله وسلامه عليه ما أضاء النهار بضياه، واحلولك الليل بظلماه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما أمت الوفود بيت الله، ولهجت الألسن بلا إله إلا الله، وتعطرت الأفواه بالصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد أيها المسلمون لقد اقترب منكم شهر الرحمة وشهر المغفرة وشهر العتق من النيران فاحمدوا الله أن بلَّغكم، واشكروه على أن أخّركم إليه. 

ومكّنكم، فكم من طامع بلوغ هذا الشهر فما بلغه، وكم مؤمّل إدراكه فما أدركه فاجأه الموت فأهلكه، فإحذر أخي الكريم أن تكون ممن حق عليهم العذاب، فتخسر الدنيا والآخرة وذلك والله هو الخسران المبين، ألم يأن لقلبك أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق، أما آن لنفسك أن تتذكر نعم الله عليها، أما علمت أن الله خلقك وأوجدك لتعبده، لا لتعصيه وتخالف أمره فيقول تعالي " ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا وله عذاب مهين " فهل بعد هذا البيان من عذر للفتيات والفتيان والشباب والشيبان وهل بعد هذا الحديث من عذر للذكور والإناث، فما حجتك يا تارك الصلاة أمام الله ؟ وما جوابك إذا سئلت عن سبب تركك للجمع والجماعات ؟ فالويل لك إن لم توفق للجواب الصواب، واعلموا أنه تحل بالأمة الحوادث والبلايا وتصاب بالكوارث والرزايا.

التي تشغلها عن ثوابتها الشرعية وقضاياها الأصيلة، غير أن حديثنا اليوم عن موسم عظيم ومنهل عذب كريم يتكرر كل يوم خمس مرات وكثير من الناس في غفلة عن تحقيق آثاره، والعناية بحكمه وأحكامه والتنويه بمكانته وأسراره فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا المنهل " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء" قالوا لا يبقى من درنه شيء، قال " فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " متفق عليه، وإن الصلاة من أوائل ما فرض على نبيكم المصطفي صلى الله عليه وسلم من الأحكام، حيث فرضت في أشرف مقام وأرفع مكان، فكل الفرائض أنزلها الله تعالى على رسوله إلا الصلاة، فإنه سبحانه أصعد إليها رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم، فأكرمه وأعطاه من الخير حتى رضي.

ثم فرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس، فهي خمس صلوات بإعتبار التكليف والعمل لكنها خمسون في الأجر والثواب والحسنة بعشر أمثالها، ولقد أكثر القرآن من ذكر الصلاة فهي من أكثر الفرائض ذكرا في القرآن، وإذا ذكرت مع سائر الفرائض قدمت عليها لعظم شأنها وللدلالة على أن الله تعالي لا يقبل من تاركها صوما ولا حجا ولا صدقة ولا جهادا ولا أمرا ولا نهيا، فهل تجدون أيها المسلمون عبادة حظيت بمنزلة فوق الصلاة ؟ وهل يجد المفرطون والمتهاونون عذرا بعد هذا البلاغ والبيان لقدرها ومكانتها ؟ فيا أيها المسلمون الصلاة ركن الدين وعموده فلا دين لمن لا صلاة له " ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وليس بين الرجل والكفر والشرك إلا ترك الصلاة ومن ترك صلاة مكتوبة متعمدا برئت منه ذمة الله.

ولقد كان أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق قائلا " إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فهي أول فروض الإسلام، وآخر ما يفقد من الدين، هي أول الإسلام وآخره فإذا ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.