رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 13 أبريل 2025 9:02 م توقيت القاهرة

أفضل ما تنافس فيه المتنافسون.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أنعم الله علينا بنعم لا تحصى ولا تعد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذكرنا بنعمته علينا وأننا لا نستطيع تعدادها وإحصاءها "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله كان إمام الشاكرين حينما قال لعائشة "أفلا أكون عبدا شكورا" فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لما أخبر ورقة بن نوفل رسول الله صلي الله عليه وسلم أن قومه وهم قريش مخرجوه من مكة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أومخرجيّ هم؟" قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي، وقال الإمام السهيلي رحمه الله.
" يؤخذ منه شدة مفارقة الوطن على النفس فإنه سمع قول ورقة أنهم يؤذونه ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك، فلما ذكر له الإخراج تحركت نفسه لحب الوطن وإلفه، فقال صلي الله عليه وسلم " أومخرجيّ هم؟" واعلموا يرحمكم الله بأن الجهاد فى سبيل الله عزوجل، من أفضل القربات، ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين، وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
ما يحفز الهمم العالية، ويحرك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل، والصدق في جهاد أعداء رب العالمين، وهو فرض كفاية على المسلمين، إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وقد يكون في بعض الأحيان من الفرائض العينية التي لا يجوز للمسلم التخلف عنها إلا بعذر شرعي، وكما لو استنفره الإمام أو حصر بلده العدو أو كان حاضرا بين الصفين، وقد بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فى سنته النبويه الشريفه أنواع الجهاد بمفهومه الشامل فقال " ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن.
وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " والمراد بجهاد القلب هنا هو بغضهم وبغض حالهم التي هي عقيدة الولاء والبراء، وبدونها لا يصير الإنسان مؤمنا، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم، فعل القلب هذا جهادا، كما سمى فعل اللسان جهادا، ومن باب أولى أن يسمى فعل اليد جهادا، فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال " جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال أجاهد؟ قال " ألك أبوان " قال نعم، قال " ففيهما فجاهد" وأمثلة هذا من السنة النبويه كثيرة، ويسمى فيها بعض الأعمال الصالحة أو يجعلها بمنزلة الجهاد، كقوله صلى الله عليه وسلم " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.