رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 19 أغسطس 2025 12:12 ص توقيت القاهرة

أرفع منازل الطاعات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، من منن الله سبحانه وتعالى على من فاته مرافقة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، أن هيئ له من الأسباب التي بسببها أن يكون رفيقا للنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد، ومنها كثرة السجود، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت أسألك مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك قلت هو ذاك، قال "فأعني على نفسك بكثرة السجود" وقال الإمام النووي رحمه الله في الحديث الحث على كثرة السجود والترغيب، والمراد به السجود في الصلاة. 

وفيه دليل لمن يقول تكثير السجود أفضل من إطالة القيام، ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى، وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن، وكما أن من الأسباب التي بسببها أن يكون العبد رفيقا للنبي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد هو الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم غزوة أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه، قال من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة، فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضا، فقال " من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة، فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قُتل، فلم يزل كذلك حتى قُتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا" 

وقيل "فلما رهقوه" أي غشوه وقربوا منه، وأرهقه، أي غشيه وقال صاحب الأفعال رهقته وأرهقته، أي أدركته، وقال القاضي في المشارق قيل لا يستعمل ذلك إلا في المكروه، قال، وقال ثابت كل شيء دنوت منه، فقد رهقته "لصاحبيه" هما ذانك القرشيان، "ما أنصفنا أصحابنا" ومعناه ما أنصفت قريش الأنصار لكون القرشيين، لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد، وذكر القاضي وغيره أن بعضهم رواه ما أنصفنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فروا من القتال، فإنهم لم ينصفوا لفرارهم، وكما أن من الأسباب التي بسببها أن يكون العبد رفيقا للنبي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد هو محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله؟ قال "ما أعددت لها" 

قال ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال " أنت مع من أحببت " قال أنس رضي الله عنه "فما فرح المسلمون بعد إسلامهم كفرحهم يومئذ" إشارة إلى أن أكبر بغيتهم كانت حب الله ورسوله، وقال القاضي عياض رحمة الله فيه أن محبة الله ومحبة نبيه الإستقامة على طاعتهما وترك مخالفتهما، وإذا أحبهما تأدب بأدب شريعتهما، ووقف عند حدودهما، وفي حبه لله ولنبيه ولمن أحبه من الصالحين، وميله بقلبه إليهم، إنما ذلك كله لله تعالى، وطاعة له وثمرة صحة إيمانه، وشرح قلبه وهو من أعظم الدرجات وأرفع منازل الطاعات، وعن عبدالله بن الصامت قال، قال أبو ذر قلت يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال " أنت يا أبا ذر مع من أحببت، قلت فإني أحب الله ورسوله، قال فأنت يا أبا ذر مع من أحببت، قال هاشم قالها له ثلاث مرات أنت مع من أحببت"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
13 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.